مهنة التعليم هل يا ترى هناك فعلاً كلمات تصف هذه المهنة وعظمها؟
هل هناك مشاعر تصف مشاعر المعلم عندما يشاهد تفوق أحد طلابه؟ خصوصاً إن كان هذا المعلم له الفضل بعد الله بتأثيره على هذا الطالب بكلمة جميلة أو بلمسة حانية أو بدعوة صادقة.
التعليم مهنة جليلة وعظيمة ورسالة سامية وأمانة لا يستطيع حملها إلا من وفقه الله لذلك.
مهنة تتطلب الكثير من التعب والجهد ولكن مردودها رائع جدا لا يعادله مردود أي مهنة على وجه الكرة الأرضية.
أنا معلمة أرى متعتي وسعادتي تتجلى برؤية طالبات مبدعات متألقات في جميع الجوانب صعدنا سلالم النجاح بعلمهن وثقافتهن.
لا أحد يمكن أن يتخيل مشاعري حينما تصلني رسالة من إحدى طالباتي تبشرني بقبولها في الجامعة في تخصص حلمت به وتمنته وكان هذا التخصص هو المادة التي درستها إياها في المرحلة الثانوية أو عندما تخبرني إحدى حبيباتي أنا زملائها في الجامعة يعانون من صعوبة مادة معينة وهي لا تشعر بهذه الصعوبة لأن مفاهيمها قد ترسخت لديها من قبل بسببي.
أو عندما تذكر لي أن موضوع إحدى المحاضرات جعلها تتذكر شرحي وأسلوبي في الفصل وساعدها ذلك على أن تستذكر المعلومة فوراً.
مهما كتبت عن مهنة التعليم وتأثيرها وقدرة المعلم على احتواء طلابه بلطفه وحسن تعامله لن أوفيها حقها.
المعلومة أصبحت متوفرة ويمكن الوصول لها في ثواني باستخدام أي جهاز في متناول اليد لكن الثقة ,الطموح ,الابتكار لا يمكن الوصول لها الا من خلال معلم يحمل الكثير من المهارات المميزة والرائعة.
قال الشاعر أحمد شوقي
قف للمعلم وفه التبجيلا …. كاد المعلم أن يكون رسولا
أرفع قبعتي احتراما وتقديرا لكل من علمني حرفا فلولاهم لما كنت ما أنا عليه الآن، أقف بكل خجل وتواضع عند مقابلتي لمعلم سبق أن علمني أشعر بكمية كبيرة من الامتنان لهم.
صدق الشاعر عندما قال … كاد المعلم أن يكون رسولا ….
نعم رسولا للمعرفة رسولا للحب الطاهر الصافي رسولا لبعث روح الابتكار والإبداع لدى طلابه رسولا لجعل طلابه يؤمنون بقدراتهم رسولا للكثير من الأشياء العظيمة والجميلة في الحياة.
ولنتذكر دائماً عبارة الفيلسوف سقراط (التعليم إيقاد شعلة، وليس ملئ وعاء)
المعلم هو المسؤول عن إيقاد هذه الشعلة وإنتاج قادة وعلماء يخدمون وطنهم وأمتهم بكل حب وتفاني.
ولا ننسى كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله (إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف).