القيادة الإدارية هي القدرة على السيطرة على الآخرين وتوجيه أهدافهم الشخصية لتحقيق الأهداف المشتركة ، فأساس القيادة هو التأثير على توجهات وسلوك الأشخاص الآخرين.
وللتفصيل أكثر ينبغي علينا أن نجيب عن السؤال القديم المتجدد لكي نصل الى مفهوم دقيق عن القيادة.
إن القيادة الناجحة تمثل حجر الزاوية في نجاح العملية الإدارية ، والتأثير الإيجابي على الجماعة وفق أهداف المؤسسة أو المنظمة أو الوحدة.
وبقراءة سريعة للتاريخ يمكن تأكيد تلك الحقيقة ، فلقد كانت إسهامات كل من : الأنبياء ، والصحابة من أمثال : أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد رضوان الله عليهم والقادة ممن جائوا بعدهم كصلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع وعبد الرحمن الداخل، كل أولئك القادة رسموا بمواقفهم العديدة صورة القائد المحنك ، الذي فهم جماعته وظروف تماسكها وعوامل حفزها ودفعها نحو الأهداف المعلنة.
وتقلد زمام القيادة لا يعد شرفاً بل هو مسؤولية وهم ، وينبغي على القائد في هذه الحالة أن يأخذ الأمر بمحمل الجد والإعداد والتهيئة النفسية والجسمية والعقلية للقيام بالدور كما يجب ، فها هو الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله يتناول المسألة من تلك الزاوية بقوله : “ألا أني لست بخيركم غير أن الله جعلني أثقلكم حملاً ” ، ويؤكد الصديق أبو بكر رضي الله عنه – معنى المسؤولية المشتركة بين القائد والجماعة في افتتاحية خطبة “إني قد وليت عليكم ولست بخيركم أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم …”، إن أولئك الرجال يدركون عظم مسؤولية القائد ممتثلين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :”كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته …”