
تمثل المرحلة الابتدائية في جميع دول العالم قاعدة وبداية سلم التعليم، وسلم النشأ، وكلما كانت القاعدة قوية وثابتة كلما كان البناء قويًا وشامخًا. وتكمن أهمية المرحلة في أنها البداية الحقيقية لعملية التنمية الشاملة لمدارك الطفل المعرفية.
قالوا: “العلم في الصغر كالنقش في الحجر “، ومن هنا تأتي أهمية المرحلة الابتدائية في العملية التعليمية والتربوية، كونها المرحلة التي تتشكَّل فيها المكونات الأساسية لشخصية الطفل، بل تتأسس خلالها الملامح المستقبلية لشخصيته ونهجه، ومن هنا أيضًا كان اهتمام التربويين والمسؤولين ومدراء المدارس الحكومية والأهلية وحرصهم على أن يتولى التعليم في هذه المرحلة أناس ذوو خبرة، وتجربة واسعة، وكفاءة عالية حتى يتمكنوا من غرس القيم الفاضلة، والأخلاق النبيلة.
فالتعليم الابتدائي يمثل اللبنة الأولى للتعليم الصحيح وتعرف وثيقة سياسة التعليم المرحلة الابتدائية بأنها “القاعدة التي يرتكز عليها إعداد الناشئين للمراحل التالية من حياتهم، وهي مرحلة عامة تشمل أبناء الأمة جميعًا، وتزودهم بالأساسيات من العقيدة الصحيحة، والاتجاهات السليمة، والخبرات والمعلومات والمهارات”.
ولعل وصيتنا تتركز على معلم الناس الخير الذي جاءت الأحاديث تنص على عظيم أجره وفضله ومنها قول الرسول -صلى الله عليه و سلم-: “إنَّ الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير”.
فهنيئًا لك ما قدمت وما بذرت، فقد قال النبي -صلى الله عليه و سلم-: (إذا مات ابن آدم انقع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عمل ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). وتأكد بأنك مسؤول أمام الله “فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”، واعلم بأنك قدوة حسنة فكل حركة وكل كلمة هي محل تقليد، فاختر لنفسك أفضل القيم والأخلاق لتتجسد في تلاميذك وليخرج لنا جيل واع ومثقف.