تعددت مفاهيم الاغتراب.
يقال الاغتراب من فقد وطنه.
ويقال الاغتراب من فقد عائلته.
ويقال الاغتراب من فقد نفسه.
سنتحدث عن قصة قصيرة توضح لنا مفهوم الاغتراب عند الكاتب الذي سيرويها لكم.
عائلة مكونة من أم وأب وخمسة أبناء.
الأب يناضل ويشقى ليل نهار لأجل عائلته.
لكن الأم ليست قنوعة وراضية بما تملك
فقد ضحت بالأوقات السعيدة مع أسرتها وهي تلهث خلف تقليد الأخريات في مظاهر الحياة الزائفة.
وجعلت الأبناء يبغضون والدهم، ولا يقدرون حجم شقائه من أجلهم.
الأم مدرسة.
وكانت مدرستهم عبارة عن غل وحسد.
واستمر والدهم في نضاله من أجل أولاده.
ومرت الأيام، حتى اكتشف الأب خبايا عائلته.
دخل منزله والأنوار مطفأة، والهدوء يعم أرجاء المنزل.
وقد تركوا له ورقة مفادها أنهم رحلوا وتركوه وباعوا المنزل الذي كُتب باسم والدتهم، لينتقلوا إلى مكان آخر لاستكمال دراستهم.
ونزلت الرسالة على الأب كالصاعقة!
لكن مع مرور الأيام، قرر الوالد أن يعيش حياة كريمة وتكون له عائلة جديد.
تزوج وتبنى ابنًا من دار الأيتام.
ابن يعوضه عن بقية أبنائه.
فأكرمه ربي بالابن الصالح الذي كان عونًا وسندًا له.
وتزوج بامرأة تصون العهد الذي بينهما، وتكون معه في الضراء قبل السراء.
فكانت امرأته وابنه هما العوض والأمان الذي افتقده طيلة أيامه.
أما عائلته السابقة التي كانت تظن أن الأمان في المال، فكانت حياتها أشبه بالجحيم.
فقدت السقف الذي كان يحميها من مصاعب الحياة.
دون سقف ومأوى
دون أمن وأمان
تتشتت حياتهم
لا أب
ولا أم قادرة على حمايتهم ولا أموال تكفي احتياجاتهم.
فالأمان عبارة عن أب يكون عمادًا للأسرة، وأخ يكون ذخرًا لها، وأخت تخشى عليهم من الآلام، وأم تكون لهم وطن أمان لهم من صعاب الحياة.