تمكن قراصنة إلكترونيون مجهولون من اختراق ملايين الحسابات، والحصول على بيانات شخصية لمئات السياسيين الألمان من الأحزاب الرئيسية وعلى رأسها شركاء الائتلاف الحاكم (حزب المستشارة أنجيلا ميركل، المسيحي الديمقراطي) والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، وكذا الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وحسب تلفزيون “إيه آر دي” الألماني تضمنت المعلومات المخترقة والمسرَّبة تفاصيل شخصية وصور عائلية وحسابات بنكية وأرقام هواتف محمولة وبيانات بطاقات الائتمان. وتدفقت البيانات المسربة عبر حسابات “تويتر”، وشملت أيضًا عناوين ورسائل شخصية ونسخًا من بطاقات الهوية.
وفق صحيفة “بيلد” يعد الهجوم هو أكبر تسرُّب للبيانات في التاريخ الألماني، ومن أبرز ضحايا الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير، ومغني الراب الشهير ماتيريا، وفرقة KIZ الغنائية.
وتعد كوادر التحالف السياسي والحزبي للمسيحيين الديمقراطيين ونظرائهم الاجتماعيين الأكثر تضررًا عبر تسريب بيانات ومعلومات عن 405 أعضاء ينتمون للمعسكرين سواء في البرلمان الألماني، البوندستاج، أو البرلمان الأوروبي، أو في مجلس الولايات.
وهناك أيضًا تسريبات تخص 294 سياسيًا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، و105 في حزب الخضر، و82 على الأقل في الحزب اليساري، إضافة إلى 28 في الحزب الديمقراطي الحر. بينما لم يطل الاختراق الحزب اليميني المتطرف “البديل من أجل ألمانيا”.
كما تمّ اختراق وقرصنة حسابات 33 صحفيًا على الأقل، وكان على رأس المتضررين العاملون في شبكتي تلفزيون ARD وZDF. وقد استمرت الهجمات الإلكترونية الشرسة حتى نهاية أكتوبر 2018. لكن ومن غير الواضح متى بدأت على وجه التحديد.
من جانبه عقدت أحزاب مثل الخضر والديمقراطي الحر مراجعات إليكترونية طارئة للسيطرة على الأمر.
وتتولى هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية”، التحقيق في القضية منذ مساء أمس الخميس، حيث تقوم بتبادل المعلومات مع أجهزة استخبارات أجنبية حول أصل المهاجمين المجهولين. وتشير أصابع الاتهام المبدئية إلى وقوف دول مثل روسيا والصين خلف الأمر.
وتمتلك روسيا ولسنوات طويلة سجلًا ضخمًا من التخطيط أو تنفيذ هجمات القرصنة في ألمانيا وضدها. كما لا يمكن استبعاد تعاون موسكو اللافت مع الجماعات الألمانية اليمينية المتطرفة.
وتظلّ المخاوف كبيرة في ألمانيا، بعدما بدا من المعلومات المسربة أنها ربما تمثل نقطة ضئيلة في بحر ما بات يمتلكه القراصنة من بيانات.