متى يصبح مستوى التعرض للأشعة السينية وغيرها من اختبارات التصوير الطبي عالياً بما يكفي لزيادة مخاطر السرطان مستقبلاً؟
صحيح أن تقنية التصوير بالأشعة السينية المعاصرة تعطي منافع واسعة، لكنها تحمل بعض المخاطر أيضاً.
لا يمكن إعطاء جواب جازم في هذا المجال، لذا لا بد من تقييم المخاطر المحتملة ومقارنتها بالمنافع المعروفة للتصوير الطبي.
تستعمل التقنيات الطبية الأشعة لتصوير داخل الجسم، وتستطيع أن تعطي تشخيصاً سريعاً وغير مؤلم أو أن تُوجّه علاجات عدة مثل عمليات وضع دعامة لفتح الشرايين.
زاد التصوير بالأشعة السينية شيوعاً بنسبة هائلة في آخر 30 سنة، وذلك بسبب التقدم التقني وزيادة استعمال التصوير المقطعي المحوسب والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. كذلك، زاد مستوى التعرض للأشعة على مر حياة الشخص.
من الناحية السلبية، قد تُسبب الأشعة أضراراً في الحمض النووي وطفراته، ما قد يؤدي إلى نشوء بعض أنواع السرطان.
الأشعة موجودة طبيعياً في البيئة وتشتق من مصادر مثل الشمس وغاز الرادون في الصخور والتربة.
تشير التقديرات إلى أن متوسط التعرّض السنوي لجميع مصادر الأشعة الطبيعية في الولايات المتحدة يبلغ حوالى 3 ميلي زيفرت للشخص الواحد.
لكنك قد تتعرّض لنسبة أعلى أو أقل من ذلك المعدل، بحسب مكان إقامتك. لم تتّضح بعد المستويات التي تجعل الأشعة تزيد مخاطر السرطان.
لكن تحت عتبة المئة ميلي زيفرت، لم تبرز أي زيادة في نسبة الخطر.
من خلال تقييم المخاطر المطروحة عند التعرّض لأعلى مستويات الأشعة وأقلّها، كشفت التقديرات أن التعرض لعشرة ميلي زيفرت من الأشعة قد يزيد خطر وفاة الراشدين بسبب السرطان على مر حياتهم بنسبة %0.05 تقريباً.
وبما أن خطر الوفاة بسبب السرطان على مر حياة الشخص يصل إلى %21، قد تزيد نسبة الخطر تلك عند التعرّض لعشرة ميلي زيفرت من الأشعة بنسبة %21.05 نظرياً.
إنها نسبة ضئيلة مقارنةً بمنافع اختبارات التصوير الضرورية في الأوساط الطبية.
وبما أن احتمال زيادة مخاطر السرطان بسبب الفحوصات الطبية التي تستعمل الأشعة يبقى ضئيلاً، لا سبب يدعونا إلى التخلي عن اختبارات التصوير أو الإجراءات التي تستعمل الأشعة السينية وتسمح بتحسين الوضع الصحي أو بإطالة الحياة. ينطبق هذا الاستنتاج تحديداً على كبار السن لأن أي سرطان محتمل بسبب الأشعة قد لا يظهر قبل مرور عقود.
كذلك، تستعمل أجهزة التصوير المقطعي المحوسب والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني المُستخدَمة راهناً جرعة أقل بكثير من الأشعة التي كانت تُستعمل منذ بضع سنوات. تبقى الأشعة اليوم بأدنى مستوياتها حين تُصمَّم كي تناسب حجم جسم المريض ومتطلبات التشخيص. مع ذلك، يدعو خبراء الأشعة عموماً إلى توخي الحذر على اعتبار أن التعرّض لأي مستوى من الأشعة لا يخلو من المخاطر، كما أنهم لا يطلبون إلا اختبارات التصوير الضرورية من الناحية الطبية. للحد من التعرض للأشعة الطبية قدر الإمكان، يجب أن تعرف دوماً إذا كان الفحص أو الاختبار سيُغيّر على الأرجح مسار علاجك، وإلا قد لا يكون الفحص ضرورياً. إذا انتقلت إلى طبيب مختلف، اطلب نقل ملفاتك وصورك الطبية كلها إلى الطبيب الجديد منعاً لتكرار الفحوصات نفسها بالأشعة السينية. أخيراً، إذا كان الاختبار ضرورياً من الناحية الطبية، يمكنك أن تخضع له في مركز تصوير مُعتمَد في منطقتك إذا أمكن.