كشف جناح شركة أرامكو السعودية، الذي تشارك به في فعاليات مهرجان سفاري بقيق حاليًا، عن جانب مهم من تاريخ العملات السعودية وتطورها، سواء في الشكل أو الوزن وكذلك في الاستخدام اليومي والانتشار، مستعرضًا المراحل التي مر بها الريال السعودي.
وأشارت عدد من المخطوطات والمعلومات التي أعلنت عنها شركة أرامكو السعودية في “سفاري بقيق”، إلى أنه مع بداية تأسيس المملكة العربية السعودية، وبالتزامن مع العديد من الإجراءات والأنظمة التي أصدرها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود ـ رحمه الله ـ، لتنظيم شؤون البلاد وجه ـ رحمه الله ـ بإصدار العملات المعدنية الرسمية الأولى، إلا أن العملة السعودية (الريال الفضة) لم يحظ بالانتشار المأمول، وظل يقاوم الإقبال الكبير على الروبية الهندية، التي كانت منتشرة في هذه الأوقات، ودعم ذلك قيام شركة “كاسوك” العاملة في مجال النفط في المنطقة الشرقية آنذاك، حين بدأت أعمالها في عام 1933م بدفع رواتب موظفيها السعوديين بالروبية الهندية المصنوعة من الفضة بوصفها العملة الأكثر استخداما آنذاك في منطقة المقر الرئيسي للشركة الواقع في منطقة الأحساء.
ولم تستمر فترة ضعف انتشار الريال السعودي سوى سنوات معدودة ، حيث بدأ ينتشر على نطاق واسع في أرجاء المملكة، منطلقًا من المنطقة الشرقية، في المقابل، انحسرت بقية العملات الأخرى، وفي مقدمتها الروبية الهندية، ففي عام 1938م، أصدرت شركة “كاسوك” تعليماتها باعتماد الريال السعودي كعملة أساسية لصرف رواتب موظفيها السعوديين، ما جعل العملة السعودية تنتشر وتتداول على مساحة كبيرة من المنطقة الشرقية، ولكن سرعان ما ظهرت مشكلة طارئة لمجلس إدارة شركة “كاسوك”، من بعدها مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، تتمثل في أن الريال السعودي الفضي في ذاك الوقت، وحتى عقد الخمسينات من القرن الماضي، كان كبير الحجم وثقيل الوزن، ما يعني أن متوسط الراتب الشهري للموظف السعودي كان يزن نحو أربعة كيلوجرامات من الريالات الفضية ، وهو ما كان يتطلب من الشركة تأمين رواتب تزن نحو 60 طنًا متريا من الفضة، تنقلها شاحنات، وتحفظ داخل مستودعات خاصة، عليها حراسة أمنية مشددة.
وقد استمر هذا الوضع على ما هو عليه حتى عام 1969م، الذي شهد توجيهات جديدة من مؤسسة النقد السعودي، بإصدار عملات ورقية جديدة، من فئات الخمسة والعشرة ريالات وكذلك الريال الواحد، تم تداولها فعليًا في 25 يناير من العام نفسه، واستخدمت أحدث الطرق الطباعية الآمنة، وأدمجت فيها ميزات إضافية منعًا للتزييف.