تعتبر فقدان الذاكرة هي حالة طبية لا يستطيع فيها المريض تذكر الحقائق أو الأحداث الماضية أو تكوين ذكريات جديدة؛ ومع ذلك يستطيع المصاب بفقدان الذاكرة أن يتذكر أشياء حول هويته والمهارات الحركية.
ويعتبر فقدان الذاكرة المتوسط هو عرض طبيعي للتقدم في العمر، بخلاف فقدان الذاكرة الكبير أو عدم القدرة على تكوين ذكريات جديدة، فهي حالة طبية تستدعي تدخل الطبيب، بحسب موقع “Health Line”.
أعراض فقدان الذاكرة
الأعراض الأولية لفقدان الذاكرة هي عدم القدرة على تكوين ذكريات جديدة، فإذا كان الفرد مصابا بفقدان الذاكرة فسيكون عليه من الصعب استعادة الحقائق والأحداث والأماكن أو التفاصيل؛ هذه التفاصيل قد تختلف بدءا من ماذا تناول في الصباح إلى اسم الرئيس الحالي للبلاد.
ورغم ذلك سيظل المريض محتفظا بالقدرات الحركية مثل القدرة على المشي بالإضافة إلى القدرة على تذكر اللغات الأجنبية التي يتحدثها.
أنواع فقدان الذاكرة
هناك أنواع مختلفة من فقدان الذاكرة وهي:
– فقدان الذاكرة الرجعي
عندما يصاب المريض بفقدان الذاكرة الرجعي فإنه يفقد الذكريات الحديثة والتي شكلت مؤخرا، أما الذكريات القديمة مثل الخاصة بالطفولة فإنها تتأثر ببطء. مع العلم أن أمراض مثل الخرف يمكنها أن تسبب فقدان الذاكرة الرجعي.
– فقدان الذاكرة التقدمي
في هذا النوع من فقدان الذاكرة لا يستطيع المريض أن يشكل ذاكرة جديدة، ويمكن أن يكون هذا التأثير مؤقتا أو دائما.
يصاب الفرد بفقدان الذاكرة التقدمي إذا حدث تلف في منطقة الحصين أو “قرن آمون” بالدماغ، فهي تلعب دورا مهما في تشكيل الذاكرة.
– فقدان الذاكرة المؤقت
إذا أصيب المريض بفقدان الذاكرة المؤقت فسوف تهاجمه نوبات من الارتباك أو الإثارة التي تمتد لعدة ساعات، وسوف يختبر فقدان الذاكرة قبل النوبة بساعات، ولن يكون لديه كذلك أي ذاكرة عن التجربة التي مر بها.
ويعتقد العلماء أن فقدان الذاكرة المؤقت يحدث بسبب نشاط شبيه بالنوبة أو انسداد صغير في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، وهذه الحالة تحدث بشكل متكرر في مرحلة منتصف العمر ومع التقدم في السن.
– فقدان الذاكرة الطفولية
أغلب الناس لا تسطيع تذكر الثلاث أو الخمس سنوات الأولى من طفولتها وهي حالة شائعة يطلق عليها فقدان الذاكرة الطفولية.
ألزهايمر
أسباب فقدان الذاكرة
– الخرف
الخرف هو أحد الأمراض المسببة لفقدان الذاكرة والذي يفقد فيه الفرد الذاكرة الحديثة ويميل للتمسك بالذاكرة القديمة، ويعتبر مرض ألزهايمر هو أحد أشكال الخرف التي تؤدي لفقدان الذاكرة.
– نقص الأكسجين
نقص الأسكجين يمكن أن يؤثر على الدماغ كله، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة، وإذا كان نقص الأكسجين ليس حادا بحيث تؤدي لتلف الدماغ، فإن فقدان الذاكرة يصبح مؤقتا.
– تلف منطقة الحصين بالدماغ
الحصين هو منطقة في الدماغ مسئولة عن الذاكرة، وظيفتها تتمثل في تشكيل الذاكريات وتنظيمها واسترجاعها عند الحاجة إليها.
وخلايا الحصين هي نوع من الخلايا المتعطشة للطاقة والهشة، والتي ممكن أن تتعطل بسهولة عن طريق نقص الأكسجين وغيره من التهديدات مثل السموم.
وإذا حدث تلف في منطقة الحصين فسوف يواجه المريض صعوبة في تشكيل الذكريات الجديدة. وإذا حدث تلف للحصين في فصي الدماغ فإن المريض سيصاب بفقدان الذاكرة التقدمي.
– إصابات الرأس
إصابات الرأس مثل السكتات الدماغية والأمراض والعدوى يمكن كذلك أن تسبب تلفا للدماغ، هذا التلف قد يتضف مشاكل مؤقتة في الذاكرة.
– الصدمة والضغط العصبي
الصدمة الحادة أو الضغط الصعبي الشديد قد يؤدي لحالة تسمى فقدان الذاكرة الانفصامي، والذي يرفض فيه العقل أن يتذكر أي أحداث أو أفكار أو مشاعر أو معلومات لا يستطيع التعامل معها بسبب شدة الصدمة النفسية.
أحد أنواع فقدان الذاكرة الانفصامي هو الشرود الفصامي الذي يسبب السفر أو التجول غير المتوقع، كما قد ينسى هذا الشخص جميع الذكريات المتعلقة بحالة سفره أو تجوله وغيرها من تفاصيل الحياة.
العلاج بالصدمة الكهربية
بعض الناس وخصوصا المصابين بالاكتئاب قد يتعرضون للعلاج بالصدمات الكهربائية، هؤلاء قد يختبرون فقدان الذاكرة الرجعي لمدة أسابيع أو شهور قبل العلاج؛ كما من الممكن أيضا أن يصابوا بفقدان الذاكرة التقدمية والتي غالبا ما تزول أعراضها في خلال أسبوعين من الاكتئاب.
1-3 (36)
كيف يتم تشخيص فقدان الذاكرة؟
فقدان الذاكرة يتم تشخيصه بواسطة طبيب الأمراض العصبية الذي سيبدأ باختبار بسيط حول فقدان الذاكرة والأعراض التي يعانيها المريض، وقد يستعين بأحد أقارب المريض للإجابة عن هذه الأسئلة التي لا يستطيع تذكرها بنفسه.
كما قد يجري الطبيب اختبارا معرفيا للذاكرة كما قد يلجأ إلى إجراء بعض الأشعة مثل الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية على الدماغ، للتأكد من حدوث تلف في المخ أم لا؛ بالإضافة إلى إجاء اختبارا للدم لمعرفة إذا ما كان هناك نقص في بعض المواد الغذائية أو عدوى أو غيرها، كما من الممكن أن يجري اختبارا للتأكد من أن المريض لا يعاني أي نوع من النوبات.
علاج فقدان الذاكرة
حتى يعالج الطبيب فقدان الذاكرة فيجب البحث عن السبب الأصلي أولا، ويختلف العلاج حسب الحالة، ففقدان الذاكرة الذي يحدث بسبب صدمة خفيفة في الرأس فغالبا ما يزول وحده دون علاج، أما فقدان الذاكرة الناتج عن الإصابة الحادة في الدماغ فغالبا لن تتم معالجته، وقد يحدث تحسن فقط في فترة ما بين 6 إلى 9 أشهر.
وإذا كان فقدان الذاكرة ناتج عن الخرف، فغالبا لا علاج له، ومع ذلك قد يصف الطبيب أدوية لدعم التعلم والذاكرة.
وفي حالة إذا كان لدى المريض فقدان مستمر في الذاكرة، فالطبيب قد يوصي بالعلاج الوظيفي، فهذا النوع من العلاج يساعد المريض على تعلم معلومات ومهارات جديدة للذاكرة للتعامل مع الحياة اليومية؛ كما سيساعده المعالج على استخدام تقنيات جديدة لتنظيم المعلومات لجعلها أسهل في الاسترجاع.
الفرق بين فقدان الذاكرة والزهايمر
يخلط البعض في التفريق بين فقدان الذاكرة ومرض الزهايمر، فبينما يصنف الأول على أنه مجرد فقدان في الذاكرة فقط، لكن الزهايمر هو مرض آخر يصنف بأنه تراجع في وظائف المخ والقدرات المعرفية التي تؤثر على الحياة اليومية مثل حدوث مشاكل في اللغة والقدرة على مواصلة الحديث مع صعوبة في التركيز والتخطيط واتخاذ القرارات وحل المشكلات مع مشاكل في الحركة والقدرة على الوقوف، بالإضافة إلى مشاكل الذاكرة، بحسيب موقع جمعية الزهايمر البريطانية.