شدّد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على الدلالات التي حملتها ردة فعل العالم الإسلامي الرافضة والمستنكرة لاستهداف ميلشيات الحوثي للحرم المكي بصاروخ بالستي، مشيراً إلى تمادي هذه الميليشيات في الغي والضلال، والمداومة على استباحة ما نهى الله عنه، بجميع الأساليب والأشكال.
وقال سموه “يقف الإنسان متفكراً متبصراً متعجباً لمن تسول له نفسه تنفيذ أو تمويل أو دعم هذا الفعل الإجرامي الشنيع أو الرضا عنه، لأن هذا الأمر يؤكد رعونة صاحب هذا الفعل، ووصوله لمرحلة من العجز عن التفكير المنطقي، بسبب الحقد الذي امتلأ به قلبه على أمة الإسلام والمسلمين، وشعوره باقتراب نهايته وفشل كل مخططاته”.
وأكد سموه أن لهذه البلاد رجال نذروا أنفسهم بأن يتصدوا لكل معتد يطمح في زعزعة الأمن، وترويع الآمنين، والنيل من المقدسات الإسلامية التي تنعم في أحضان الوطن بالعناية والرعاية الكبيرة.
وأستطرد سموه قائلاً “جميعنا مؤمنون ومتأكدون أن من أراد هذه البلاد أو مقدسات المسلمين بأي ضرر سيعود خائباً مدحور النحر”، مشيراً سموه إلى أن توفيق الله عز وجل ثم جدارة رجال أمننا وقواتنا المسلحة، كان السبب في درأ هذا الضرر، وغيره من الأضرار التي حاول ويحاول أعداء الأمة إحداثها في بلد الأمن والأمان، ومنها الضرر الذي رده الله جل وعلا بأيدي رجال أمننا البواسل عن أكثر من 60 ألف احتضنهم ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة عندما حاول المجرمون التفجير بمواقف الملعب بواسطة مركبة جرى تفخيخها، ولكن ولله الحمد تداركتهم عناية الله ثم عيون رجال الأمن التي كانت لهم بالمرصاد وأحبطت مخططهم الخبيث.
جاء ذلك خلال استقبال سموه مساء أمس بالمجلس الأسبوعي (الاثنينية) بديوان الإمارة لأصحاب السمو والفضيلة والمسئولين وأهالي المنطقة ورئيس فرع الجمعية السعودية للجودة بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز بن عبدالله المحبوب وأعضاء الجمعية.
وقال سموه “لقد فقدنا الأسبوع الماضي رجلي أمن كانا يقومان بمهامها التي تأتي ضمن أعمال أمن المنشآت التي ينتسبان إليها، حيث قتلوا بدم بارد بأيدي غادرة جبانة، وخسرنا بذات الطريقة أمس رجل أمن من منسوبي الشرطة، ولن يهدأ لنا بال سواء طال الوقت أو قصر إلا أن يجلب المتورطون في فعل هذا العمل الخسيس، ويقدمون للعدالة، ويتخذ بحقهم العقاب الذي يستحقونه لما جنت أيديهم”، مؤكداً سموه أن كل من تعاطف وأيد ولم يستنكر أو سكت عن مثل هذه الجريمة فهو شريك فيها، ويجب علينا محاسبته، لأننا لن نقبل بأي حال من الأحوال وكائن من كان أن يتستر أو يحاول أن يبرر بأي شكل من الأشكال هذا الأمر، وسنعمل جميعاً مع أخوانكم رجال الأمن على قدم وساق لنتمكن منهم وأن يقدموا إلى العدالة وسيكون ذلك قريبا إن شاء الله، داعيا الله أن يتغمد الله الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم فسيح الجنان مع الشهداء والصديقين ويجبر الله عزاء ذويهم وعزائنا نحن فيهم.
وتابع سموه قائلاً “هذه بلادنا وسندافع عنها بكل ما أوتينا من قوه بمختلف الوسائل المتاحة، وسنقف جميعاً كرجل واحد للذود عن ديننا وأرضنا ومقدساتنا وعرضنا في كل شبر من هذا الوطن المعطاء الذي سيظل شامخاً رغم أنف كل حاسد وحاقد وطامع.
ووجه سمو أمير المنطقة الشرقية حديثه في جزءٍ من الجلسة لأعضاء الجمعية السعودية للجودة قائلاً “نحن بأشد الحاجة في هذه المنطقة بشكلٍ خاص، وفي مختلف مناطق المملكة عموماً، إلى جمعيات تعنى بالجودة، وهو الأمر الذي يحث عليه ديننا الإسلامي، بدليل قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ((إِنّ اللَّهَ يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ))، منوهاً بالآمال المعقودة على الجمعية السعودية للجودة، لرفع مستوى الجودة في كل المجالات، لاسيما وأن أعضاء هذه الجمعية متطوعون من كل المهن، وهذا يجعلها جمعية فريدة من نوعها بتنوع أفرادها من رجال أعمال وصحفيين وأطباء وأساتذة جامعات وغيرهم، وهو الأمر الذي يرفع من سقف تطلعاتنا، ويجعلنا متفائلون بأن تكون من الجمعيات الرائدة ليس بهذه المنطقة فحسب ولكن على مستوى مناطق المملكة جميعاً، معبراً عن سروره باستكمال الجمعية لجميع فروعها بمختلف مناطق المملكة، مؤكداً أن الجميع مستبشر خيراً بالانطلاقة الفعلية لفرعي الجمعية بالأحساء والجبيل المنتظرة خلال الشهر القادم.
وأهاب سموه بجميع القطاعات الحكومية ولزوم تعاونها مع الجمعية، للارتقاء بجودة العمل في كل جهاز وقطاع، بما يضمن حسن المخرجات، والوصول إلى ما تطلعات قادة هذه البلاد ومواطنينها، فيما يتعلق بالاستفادة من الخدمات المقدمة.
وعلى صعيد آخر دشن سمو أمير المنطقة خلال الجلسة رسالة شكر وولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – تحمل عنوان (وثيقة لحمة وانتماء) تبنى تقديمها العقيد عبدالله القحطاني، الذي قدم له سمو أمير المنطقة على هذه المبادرة التي بدأت كفكرة لدى أبنه محمد رغم صغر سنه، فاستحقت أن تحظى باهتمامنا جميعاً، لأننا نفخر بمثل هذا النشء الذي استشعر أهمية تأكيد الولاء والفخر والاعتزاز بما تقوم به بلاده من نصرة المظلوم والدفاع عن الحق والوقوف سداً منيعاً أمام الظلم في كل مكان في العالم.
وقال سموه “هذه نبته حسنه ونتمنى أن تغرس في كل بيت وأنا لا أشك أن المكان الأنسب والأمثل لغرس مثل هذه المفاهيم بشكلٍ جدي في مدارسنا، وتحديداً في المراحل الأولى، ليتعود الطفل على أن يكون حب الوطن جزء منه.
من جانبه ألقى رئيس فرع الجمعية السعودية للجودة بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز المحبوب كلمة شكر فيها سمو أمير المنطقة بما يحظي به فرع الجمعية بالمنطقة من دعم واهتمام، مشيراً إلى أن أول فرع على مستوى المملكة لهذه الجمعية في المنطقة الشرقية جاء بدعم سمو أمير المنطقة، لذا حقق الفرع عدة إنجازات تمثلت في أنشطة منها في مجال تأصيل وتعزيز ممارسة الجودة، حيث عقدت أكثر من 100 محاضرة وندوة وملتقى، بواقع 7 -10 فعاليات شهرياً، وركزت على عدد من المحاور وهي تعزيز مهارات التعامل مع المستفيدين، وهذا يتناغم مع مشروع قياس، وتحقيق رضا المستفيدين والتعريف بمنهجيات الجودة والتميز العالمية الأمريكية واليابانية والأوروبية.
وأوضح أنها شاركت عدة منظمات من المستفيدة في جوائز التميز كما تم تسليط الضوء على الممارسات الوطنية المتميزة حيث تم تنفيذ زيارات ممنهجة ومنظمة للأعضاء لتلك المنظمات للاستفادة من تجاربها إلى جانب ترسيخ جودة الحياة، فيتم من خلال رسائل تثقيفية ومواقف حوارية ونقاشية عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وحققت مئات الآلاف من المشاهدة على مدى عمر الجمعية.
وأشار المحبوب إلى سعي الجمعية إلى تنمية الطاقات الوطنية وبناء الجدارات حيث تم تنفيذ عدة برامج تأهيلية كان من مخرجاتها اعتماد أكثر من 100 مدقق دولي لنظام الجودة في حين انه تم دعم العديد من المنظمات بالاستشارات وكان من مخرجاتها حصول 11 منشأة على الاعتماد الدولي في نظام الجودة وذلك بالتعاون مع الشركاء ، بالإضافة لوضع قنوات متعددة للأفراد كما تم توقيع مذكرتي تفاهم مع أكبر منظمتين في العالم في مجال الجودة وهما الجمعية الأمريكية للجودة والمؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة لتبادل الخدمات الاستشارية و إدخال خدمة لغة الإشارة في فعاليات الجمعية وإشراك المعاقين فيها بالتعاون مع جمعية سواعد للإعاقة الحركية بالمنطقة.
وأبان أن جميع تلك الفعاليات نسعى بنهاية عام 2016 أن يصل عدد المستفيدين منها 15 ألف مستفيد يمثلون جهات متعددة كما أطلقت العديد من المبادرات وتم الانتهاء من بعضها ويستمر العمل مع الأخرى ومنها امتيازات العملاء / المستفيدين ( وهو مفهوم إنشاء وحدة إدارية في المنظمات بمسمى مركز امتيازات المستفيدين بدلاً من الاستقبال والمراجعين) و تأهيل 20 جهة خيرية للحصول على شهادة الجودة العالمية بالشراكة مع مؤسسة السبيعي الخيرية وبيت الخبرة الدولي .
كما ألقى العقيد عبدالله القحطاني كلمة قدم فيها نبذة عن مبادرة لحمة وانتماء والتي انطلقت فكرتها من ابنه محمد عبدالله القحطاني .
بعد ذلك أجاب رئيس فرع الجمعية السعودية للجودة بالمنطقة الشرقية على عدد من الاستفسارات والأسئلة طرحها عدد من الحضور عن الجمعية ونشاطاته وبرامجها الحالية والمستقبلية .
وفي الختام كرم سموه فريق العمل بالجمعية السعودية للجودة بالمنطقة الشرقية.
حضر الجلسة صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي المشرف العام على التطوير الإداري والتقنية بالإمارة وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز و معالي رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية فضيلة الشيخ عبدالرحمن الرقيب نائب رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشيخ يوسف العفالق ومعالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير ووكيل الإمارة الدكتور خالد البتال ومديري الإدارات الحكومية والقطاعات العسكرية وأعيان المنطقة و جمع من المواطنين.
كما حضر اللقاء مجموعة من الشباب الصم وتمت ترجمة اللقاء بلغة الإشارة.