قال تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا"، فرغم التحديات ما الذي يجعل الدين الإسلامي مستمرًا وأكثر انتشارًا حتى اليوم وبأعدادٍ كبيرة؟ اسم الإسلام عميق في دلالته ومتين في منهجه وله قوة عظيمة، هذا الدين يتميز بالمنطقية والتيسير وقوة الدليل وتأثيرالكلمة!
إن استمرار قوة الإسلام وانتشاره اليوم أكثر فأكثر يجعل هذا الأمر محط تساؤل وتعجب حقيقي، فبعد أن كانت الدعوة الإسلامية في السر والخفاء، تمكن هذا الدين من الوصول إلى شتى بقاع العالم وبأعداد كبيرة جدًا. وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: "ليبلغَنَّ هذا الأمرُ -أي الإسلام- مبلغ الليلُ والنهارُ، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله اللهُ هذا الدينَ بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ وأهلَه، وذلًّا يذلُّ اللهُ به الكفرَ".
الإجابة يمكننا أن نحصرها في كلمة "المنطقية" وهي تتمثل في الحكم والتشريع، يمتلك ديننا قوة المنطق وجمال التيسير والتسهيل في حياتنا، حيث يقتنع من يريد أن يكون مسلمًا بمنطق وتشريع الإسلام بكل رحابة صدر، فيرى النور والأمل فيه. ويعود سبب تزايدّ أعداد المسلمين في العالم، كما تقول الدّراسات، إلى نسبة الشّباب الكبيرة بين السُكّان، وارتفاع مُعدّلات الولادة عند النساء المسلمات، وهذا أمر مميز بالنسبة للإسلام ويعتبر من نقاط القوة فيه.
صورة الإسلام في الوقت الحاضر
هناك من عزم على تمثيل الإسلام بعدة صور، فقد تكون هذة الصور خيرة ورائعة، أو تكون سيئة جدًا وهي أساسًا ليست من الإسلام في شيء لا تمثل منهج الإسلام الحقيقي، ويعتبر هذا من التحديات التي يواجهها الإسلام، فكيف لنا أن نقف أمامها؟ إن دعم الصورة الوسطية الزاهية هو أفضل طريقة لنشرالإسلام، المشكلة أننا مقصرون ومتواكلون في دعم الصورة الحقيقية لديننا الإسلامي وهي المتمثلة في حسن المعاملة والصدق والأمانة وأعمال الخير ولا ننشرها لكي لا نقع في صورة الرياء وغيره، ونوضح ونناقش الصورة السيئة ونحد منها، حتى يعرف العالم أن هذا الدين دين خير وسلام للبشرية، وليس كما يتصوره البعض بأنه دين ينفر البشر، علينا أن نقف وراء الصورة الحقيقية أولًا ومن ثم نحارب الصور السيئة.
تجتمع هذه الصور تحت مظلة مصالح شخصية ترعاها جهات فاسدة ليس همها نشر الدين بل استغلال عاطفة المسلم. ومع الأسف، للإسلام صورة مشوهة حقًا لدى الغربيين، فكثيرون منهم يعتقد أن هذا الدين دين قتل وجريمة. وتتعدد الأسباب في تشويه صورة الإسلام لدى الغربيين، فمنها خارجية لا تعزى إلى الإسلام والمسلمين هدفها إلصاق التهم بالإسلام وتصويره بأبشع الصور، وأخرى ذاتية حيث تتمثل في المسلم نفسه بأنه يمارس بعض الأخلاقيات غير المناسبة فيحسبها الغرب صورة للإسلام.
في بعض الأحيان، تتجمل بعض المدن في العالم بأخلاق ونبل وصفات راقية، حيث نقول هذه المدينة لديها إسلام بلا مسلمين! ياللهول، تتمكن هذه الكلمة من جرح مشاعر المسلم ومكنون شخصيته، كيف بمدينة منتشر فيها بعض الأخلاقيات الرذيلة التي حرمها الله ونحن غالبًا لا نراها أمامنا؟ ونرى الجميل وتطبيق النظام في الشوارع ونقول إنه إسلام بلا مسلمين. الأمر لا يقتصر على تطبيق النظام وغيره، انظر إلى ديننا الإسلامي. أمر بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأمر بتطبيق النظام. ومع ذلك حرم ما يضر بالإنسان. علينا أن نمثل الإسلام بصورته الحقيقية وتعاليمه السمحة ونساهم في نشره من خلال وعينا وتعاملنا، فلنا أجر عظيم في ذلك.