ياتُرى ماهي الأخطر كإعاقة : الجسدية أَمْ الفكرية ؟
احترام الإعاقة أمر مهم جداً خصوصاً إذا كانت جسدية وتقبلها يوضح معنى شكر النعمة. أما عن الفكر إذا أُصيب بداء التخلف أو التشدد مثلاً فهو أخطر من أن يكون في الجسد . ينتشر في أرجاء المجتمع ويهدم بلا هوادة ، كالماء إذا احتبسه حاجز شقَّ طريقه من جانب آخر.
الفكرة بإمكانها أن تبني مجتمع أو تهدمه ، حيث تتموضع في عقل الفرد ، و يا للحسرة إذا لم يكن هذا الفرد مُحَصَّن من جميع الجوانب بمعنى لاتكون له ردة فعل أو وجهة نظر . الآن هل يمكنني القول أنه (كالإمَّعة). رُبَّ فكرةٍ قتلت الإنسانية ، المشكلة في تقبل الآخر رغم الاختلاف . الفكرة هنا تقبل الخلاف ولاترضى بالاختلاف بين الأعراق والأديان . قد يعتقد البعض المنتمي لجهة معينة أنه الأفضل وهم أصحاب الفكر والقلب السليمين، والبقية هُم أُناس متخلفون ولديهم اعتقادات خاطئة ويجب أن نحاربهم بما أمر به الإسلام بمسمى الحوار والإصلاح مات الضمير لدى أصحاب هذة الفكرة ومع الأسف من المحتمل هم من يتصدرون واجهة المجتمع ويملكون رأس الخيط للتأثير بعقول الأفراد . التشدد يكون برؤية الفكرة أو الحكم من زاوية واحدة ، تمكن هذا التشدد في الفكر من أن يقتل القيم الإنسانية وبدل من أن يدعونا إلى الاجتماع فرقنا.
ماذا لو كانت هذة التفرقة إلى التعايش! بالتأكيد سوف ترقى القيم الإنسانية . سيتحقق معنى تقبل الآخر رغم الاختلاف. الاختلاف كما يقولون نعمة ،لماذا؟ ، تتنوع في الاختلاف الأفكار وتكبر المنافسة في أن يكون هؤلاء أو هؤلاء الأفضل والأسمى. الاهتمام بتطوير ورفع شأن القيم الإنسانية يكون باحترام الاختلاف والاستفادة من نقاط الخلاف وجعلها عنصر بناء أولاً ،وثانياً بجمع أطياف المجتمع والجلوس على طاولة واحدة .
ختاماً ، لايوجد إعاقة أشد من الإعاقة الفكرية في تقبل الآخرين . بأصل التعايش من المفترض أن يكون عائلي قبل العرقي ، تَقَبَّل حالة أخيك المعاق وتأمل لو كنت ، من زرع الفتنة بين جنبات المجتمع !