تحل علينا الذكرى الثانية والتسعون ليوم الوطن الخالد هذا العام في ٢٧ من شهر صفر ١٤٤٤هـ، يوم إعلان الوحدة المبارك، والوطن الأقدس والأجمل يرفل في ثياب العز والسؤدد والتقدم .
ذكرى ليوم عظيم كان حجر أساسه الأول واللبنة الأولى لكيان كبير يوم أن وفق الله تعالى مؤسس هذا الكيان ونصره (جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله-) بفتح الرياض واستعادة قصبة نجد وقلب الوطن في فجر ٥ شوال ١٣١٩هـ الموافق ١٤ يناير ١٩٠٢م.
ومنذ ذاك التاريخ البهيج وطيلة ٣٢ عامًا قضاها الفارس المؤمن بنصر الله لتحقيق هدفه الأسمى على صهوات الخيل وشدايد الذلايل شاهرًا بيده سيف الحق في القيظ والبرد يرنو بتفاؤل الواثق للمستقبل الواعد المشرق للبلد المقدس وقبلة الدنيا ساعيًا لتوحيده ولم شتاته، فتداعت بإرادة الله أشتات هذا الوطن المترامي الأطراف تضم بعضها بعضًا من الماء إلى الماء في ملحمة وطنية قل نظيرها قادها -رحمه الله- بكل عزم وإصرار كآخر فارس عرفته جزيرة العرب فجمع الله به القلوب ووحدها تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، وفي حرم الله صلوا خلف إمام واحد، وتقوم به في جزيرة العرب دولة لم تقم مثلها بعد عهد الخلافة الراشدة، وانصهرت قبائلها المتناحرة والمتناثرة في متن البناء الواحد يشد بعضها بعضا ومن ضغف ووهن القبيلة الواحدة إلى قوة الشعب العظيم المتحد في كيان اسمه المملكة العربية السعودية، ويخلد بولادة يوم وطن القداسة والشموخ في ٢١ جمادى الأولى ١٣٥١هـ الموافق ٢٣ سبتمبر ١٩٣٢م.
فهنيئًا لنا كشعب سعودي هذا الكيان الذي تعاقب على إعلاء شأنه وقيادته نحو المعالي عقب وفاة المؤسس بتنمية المكان والإنسان تعليميًا وصحيًا واقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا وتقنيًا أبناؤه البررة على من توفاه الله منهم وأبيهم -رحمة الله-، ثم إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والحكومة الرشيدة ، فهم يواصلون مسيرة الوطن المباركة بكل عزم وإصرار متطلعين دومًا لكل ما من شأنه رفعة شأن هذا الوطن وسعادة مواطنيه.
وطن فيما حققه وأنجزه (ما لأحد منة عليه) وعمت خيراته القريب والبعيد العرب والعجم طيلة عقود تسعة مضت ومن حقه أن ينال الشكر والامتنان والعرفان لا الجحود والنكران وخصوصًا من العرب والمسلمين الذين حملت المملكة العربية السعودية قضاياهم وضحت من أجلهم منذ نشأتها ولا زالت تقوم بدورها الإقليمي والدولي خير قيام دون كلل أو ملل لاسيما وهي تحتل مكانة دولية تليق بها، فإلى الأمام ياوطنًا تاج عزه لا إله إلا الله محمد رسول الله ودستوره كتاب الله وسنة المصطفى عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم وبه قبلة الدنيا ومن دخله كان آمنًا. والحمد لله على نعمة وطني السعودية.