لم يهنأ "السوداويون"، والقافزون على الأزمات، لتحقيق أهداف ومنافع شخصية وحزبية، باستثمار التحديات الاقتصادية التي مرت بها المملكة، ليبثوا سمومهم، حتى جاء الرد سريعا، وخلال أشهر معدودة، بتعافي الاقتصاد، ورجوع الأشياء إلى نصابها المعتاد، وأفضل.. وهو ما تجسد واضحا، من خلال الأوامر الملكية قبل أيام.
ما يمكن أن نقرأه بمباشرة، هو أن الإصلاح الاقتصادي، والذي بدأت به المملكة، سار على نهج قويم، ما أثمر عن نتائج نوعية، خلال وقت قياسي، وبمتابعة وإشراف "مجلس الاقتصاد والتنمية"، ممثلا بسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي اقترح إعادة النظر بشأن قرار إلغاء البدلات والمكافآت، جراء انخفاض إيرادات الدولة. وساهم -أيضا- في تعديل مسارات عدد من الخطوط. في الوقت نفسه، نستطيع القول بأن مرحلة العمل على معدلات قياس الأداء، وبرامج ترشيد الإنفاق، صار شيئا فعليا، ونمطا رئيسا في كل القطاعات.
كما أنه، وعبر الاستقراء المباشر، نرى أن الحكومة ما زالت تدعم الشباب وتمكنهم. ويمكن لأي مراقب أن يرصد ذلك، حيث أتاحت فرصا أكبر وأكثر، في مناصب رفيعة، ومنحتهم الثقة للعمل والإنتاج. بالإضافة للاهتمام بـ"التكنوقراط"، والاستمرار على إعطاء المتخصصين المساحة الكافية للإبداع، والتأثير.
في زاوية مهمة، وسابقة في تاريخ الدولة، فلأول مرة يتم إعفاء وزير من منصبه، بناء على استغلاله لنفوذه الوظيفي، وتحويله للتحقيق، في رسالة تأصيل لتفعيل مبدأ الشفافية، ولقول إنه لا أحد فوق القانون، ولا يمكن التعاطي مع شعارات النزاهة دون محاسبة حقيقية.. وبالتأكيد، لا يمكن إلغاء الفساد في أي مكان في العالم، ولكن نستطيع محاصرته، والحد منه، عندما يكون العقاب واضحا وجادا.
ولأن مكافأة الأبطال نهج قيادي، جاءت الإرادة من ملك كريم، كافأ بها أبطال الثغور، وحماة الوطن، والجدار الحامي لأمننا وفرحنا، بصرف راتب شهرين لهم، ما يعكس العلاقة الكبيرة والحميمة بين القيادة والشعب، والقائمة على الوفاء والثقة والدعم والمكافأة وتلمس الاحتياج.
نقطة مهمة أخيرة، تتمثل في ارتفاع منسوب سقف الرأي والصراحة، حيث إن معظم الآراء النقدية البناءة، عبر المنصات الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، يتم أخذها بالاعتبار، متى ما كانت تهدف للتقويم والإصلاح، وتطوير الوطن.. دون تشكيك أو تخوين. والسلام..
الرياض