الكرم صفة حميدة ومن أجمل وأكمل المحاسن طيبة الأثر التي يتميز بها بعض الناس وينعم بها أكرم الأكرمين على من يشاء من عباده فيوصف على إثرها أو نسبة لها من يفعلها بأنه كريم أو سخي وقد جاء في الحديث الشريف (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)
ويبدو أن العرب قد تميزوا في هذا الجانب وأخذوا المرتبة الأولى سواء في الجاهلية أو في الإسلام، ومثال ذلك حاتم الطائي الذي لازال يضرب به المثل في الكرم طوال قرون طويلة تمتد إلى ماقبل الإسلام.
ولو توسعنا في ذكر أسماء أو مواقف لطال بنا المقال ولكن كدليل على أن الكرم يجري في دم العربي وشيء أصيل في ثقافته التي عاش عليها منذ الأزل إنك لو قابلت طفلًا عند منزل والده لرحب بك وحياك ودعاك إلى الكرامة فما بالك بكبار السن.
ولاشك أن الناس تختلف في درجات الكرم والترحيب بالضيف من شخص إلى شخص ومن أسرة إلى أسرة، كلا حسب إمكانياته وطريقة تربيته ونشأته.
يقول أبو العلاء المعري:
وينشأ ناشيء الفتيان منا
على ماكان عوده أبوه
لكن يبقى أفضل الكرم والسخاء والعطاء من عمل ذلك من قلة وآثر الآخرين على نفسه يقول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة
حتى تجود ومالديك قليل
والأفضل في ذلك كله أن تبتغي مرضاة الله في في عملك وأن يكون خالصًا لوجهه الكريم.