قال الرسول صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك ظالماً أومظلوماً...."، هذا الحديث الذي لا يحتاج توضيحاً، والأخذ به يحل مشاكل أسرية كثيرة، ويزيد العلاقات بين الأقارب والجيران، والأصحاب، ولكن البعض يأخذ بشقه الأخير،ويترك شقه الأول، وهذا منهج نبوي كريم تشرق به العلاقات الاجتماعية، وتزدهر فيه التعاملات، وتنمو فيه الأواصر، والوشائج، بشرط الأخذ بالحديث كاملا.
والعلاقات الاجتماعية حسب ما أرى ، رغم عدم وجود إحصائية دقيقة، وخاصة بين الأقارب ليست متعادلة، فهناك طرف يمارس التنمر، حيث يرى أن رأيه صواب، وأنه يجب عدم كسر كلامه ، وأن له الفضل في الكثير من الأمور، وأن من يعارضه مخطئٌ ابتداءً، وليس على الطرف الآخر إلا السمع والطاعة، والقبول بالرأي الآخر.
والطرف الآخر عليه أن ينتقي أحسن الكلمات، وينطق بأجمل العبارات، ويتنازل،ويترك الموضوعية، ويستخدم الحوار الراقي، من أجل ألاَّ يُزعج الطرف المتنمر، وكل هذا في سبيل بقاء الود، واستمرار نهر القرابة، وانتشار غيوم المحبة، وعليه أن ينادي على الطرف المتنمر بأحب الأسماء والألقاب إليه، ويفيض عليه من الثناء ما يصل إليه تفكيره، ويدس رأيه الصحيح في الكثير من الكلام الجميل.
إلا أنَّ تعاملات الطرف المتنمر من ذوي القربي منبعها وسببها، الطرف الآخر، وذلك أن الطرف الآخر يسعى للإصلاح والاحترام ما استطاع، بكل الأساليب، والطرق، والكلام، وحتى الإشارات الجسدية، ولا يعلم أنه يزرع في الطرف المتنمر التعالي، والعنجهية، وأنه يزيده عنه بعداً،ويملأه غروراً، ويدفعه بهذا التعامل الرائع إلى طلب المزيد دون مقابل أيجابي، وأنه ظالم له، ولكي يتعامل بالشق الأول من حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام فيجب عليه أن يحرص على النصح المباشر والموضوعي والواضح ولكن على طبق الاحترام،والعبارة الحسنة، ويتأسى بتعامل زياد مع حُجْر بن عَدِي ، لأنه إن تعامل بطريقة مرسولَيّ زياد باعد الشُّقة بينه وبين قريبه، واعتُبِرت حسناته سيئات.
أيها المحترمون: أنزلوا أقاربكم منازلهم المناسبة لاستمرار المودة.