تتوالى الأيام، ويزداد معها التوغل التركي في الشقيقة ليبيا التي أرهقها انقسام لم تعهده، ودوي أسلحة فتك بها الشقيق شقيقه، ودول الجوار لا تحرك ساكنًا، خاصة تونس المتضرر المباشر من هذا النزاع.
وللحيلولة دون ذلك، على الرئيس قيس سعيد الدفع نحو تقريب وجهات نظر الطرفين، ودعم مبادرات السلام وانخراط تونس البلد المتأثر المباشر بما يجري في ليبيا، والمساهمة الفعالة في جر الشقيقين المتنازعين إلى طاولة الحوار، حتى يوضع حد للتدخل التركي، وما سينتج عنه من تدفق السلع التركية إلى الأسواق الليبية و"افتكاك" السوق التونسية، وحرمان المصنعين التونسيين من بيع منتجاتهم هناك مما يضطر الكثيرين منهم إلى إغلاق مصانعهم.
وليعلم الجميع أن اطرافًا تونسية موالية لتركيا سهلت لهذه الأخيرة إغراق أسواقنا بسلع مختلفة؛ مما انجر عنه عجز تجاري مع تركيا قُدر بـ850 مليون دولار تقريبًا.
يجب على السياسيين التصدي لهذا الخطر الداهم والتفكير في المصلحة الوطنية الفضلى، وتحريك عجلة التنمية بالقضاء على البيروقراطية المقيتة التي عطلت عدة مشاريع يترقبها أهالينا بشغف، على غرار "مستشفى الملك سلمان الجامعي" في القيروان وكلفته 85 مليون دولار مع ترميم جامع عقبة، والمدينة العتيقة بـ15 مليون دولار، وكذلك ترميم جامع الزيتونة المعمور بـ5 مليون دولار. وكل هذه المبالغ هبة من القيادة السعودية الشقيقة التي تستحق كل التقدير والاحترام. فشتان بين من يقدم لك الدعم ويهدي شعبك مشاريع إنسانية تنفع البلاد والعباد، وبين من يغرق سوقك للشغل بـ"جحافل"من العاطلين عن العمل وإغراقك بسلع تسبب لك عجزًا في ميزانك التجاري، إضافة إلى إعادة الإرهابيين الملطخة أيديهم بدماء السوريين الذين جرى تسفيرهم إلى هناك، بتواطؤ تركي إخواني... في بداية "الثورة". نتمنى عودة السلام والوئام الى أشقائنا في ليبيا، عمقنا الأمني والاقتصادي والاستراتراتيجي.
-------------------------
* كاتب تونسي