بعدما "أفل نجم"كورونا بالصين، انتقل إلى مختلف أنحاء العالم وخاصة أوروبا، "القارة العجوز" حيث ضحاياه بالآلاف. دب الذعر في الأوساط السياسية، وأصبحت الكوادر الطبية غير قادرة على التصدي له، مما حدا بقيادات تلك الأنظمة إلى استجداء الجيران، وطلب العون، ونتج عن هذا انكماش اقتصادي، وبؤس اجتماعي، لم يشهد له مثيل اتضح معه أنه لا صحة لأسطورة التفوق الأروبي، بل تشير استطلاعات الخبراء إلى أن نموه سيكون سلبيًا برقمين، وهي سابقة خطيرة، ربما تعصف بالاتحاد الأروبي، لتتشكل تجمعات جديدة، بسبب فشل الأنظمة وعدم قدرتها على التنسيق فيما بينها مما أجبرها على اللجوء إلى الصين التي رفع الإيطاليون علمها بعد إنزال راية الاتحاد الأوروبي.
أما أمريكا فقد تمكَّن منها فيروس كورونا، وبلغت ضحاياه أرقاما قياسية، فاستنفرت لأجله القدرات الصحية مدعومة بالقوات العسكرية علَّها تحد من خسائره البشرية.
وفي المقابل تمكَّنت عدة دول من سيطرتها نسبيًا، على الوباء وحدَّت من مواصلة تفشيه على غرار المملكة العربية السعودية التي تناقلت وسائل الإعلام نجاحها في إدارة هذه الأزمة للحد من أضراره على مواطنيها والمقيمين على أراضيها، ومن ذلك التحركات النبيلة للملك سلمان وسمو ولي العهد اللذين وجها بالتكفل بمداواة كل المصابين المتواجدين في المملكة، بصرف النظر عن جنسياتهم وانتماءاتهم، بالإضافة إلى اهتمام الدوائر الحكومية بتوفير الغذاء والدواء لضمان سلامة وأمن الجميع، وهو ما جعل سفير أمريكا يُطمئن جالية بلده، وينصحهم بعدم المغادرة نظرًا لتوفر وسائل العيش الكريم والعناية الضرورية. حركة إنسانية أخرى تنضاف إلى ما سبق وتتمثل في توريد مستلزمات طبية لليمن وفلسطين للمساهمة في الحد من أضرار كورونا.
من هنا تبرز المملكة على النطاق العالمي بأنها قوة صاعدة نظرًا لاستقرار اقتصادها ونجاحها في تجاوز هذه الأزمة، زد على ذلك تفوق كفاءاتها العلمية والطبية، حيث ساهم 250 طبيبًا سعوديًا في شد أزر نظرائهم الفرنسيين، وكذلك 650 طبيبًا مبتعثا قرروا البقاء في ألمانيا لمساعدة الأطر الطبية هناك لإنقاذ آلاف المصابين بهذا الفيروس.
كل الدلائل تشير إلى اعتلاء السعودية مرتبة متقدمة تشهد لها الأوساط السياسية والاقتصادية العالمية، ستجعلها من أهم الدول التي سيُعتمد مستقبلًا على تجربتها في حسن التوقي من هذا الوباء، ومن محافظتها على ٱفتصاد متعافٍ مبني على أسس صلبة، بفضل إمكانيات وكوادر علمية مختلفة، جعلتها هي الأجدر برئاسة قمة الـ20، وجديرة بالتحاور معها في شتى الميادين من خلال المنابر العالمية التي ستكون السعودية الحاضر الأبرز فيها، بفضل حكمة وحنكة قيادتها المهندس الأنجع لإعادة بلورة عولمة جديدة على النطاقين الإقليمي والدولي.