بلادنا السعودية ليست كأي دولة في العالم إنها روح العالم الإسلامي ومقدساته، إنها النبع الصافي لتعاليم الاسلام ومبادئه وقيمه النبيلة، وهي تمتلك كل مقومات الريادة والتفوق، إلى جانب طموح كبير للقيادة على استثمار هذه المقومات فزادتها أهمية ومكانة، ولذلك لا يستغرب أن تكون مستهدفة من كل قوى الشر المختلفة، لأن ديننا وعقيدتنا هي الهدف، وعلينا أن نتذكر دائمًا كلمة الأمير نايف -رحمه الله-، عندما أوضح أنه خدم هذه البلاد منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى عهد الملك عبدالله وطوال هذه الخدمة الكبيرة خرج بقناعة مهمة، حيث قال: "إن بلادكم مستهدفة في دينها وعقيدتها وطلب الدفاع عنها بكل وسائل العصر الحديث".
إن المتأمل في الأحداث التي تستهدف بلادنا يجد أن قوى الشر تسلك طرقًا مختلفة، فمرة عن طريق بعض أبناء البلد بعد أن غسلوا أدمغتهم وجعلوهم خنجرًا في خاصرة البلد تفجيرًا واستهدافًا للأبرياء، وحتى المساجد لم تسلم منهم، وتارة عن طريق التغرير بهم لاستهداف الدول العظمى لضرب مصالح بلادنا، وتارة أخرى من خلال دعم الخارجين والمارقين ماديًا وإعلاميًا، وعندما لم تفلح كل هذه المحاولات كان لا بد من أساليب جديدة لاستهداف اللحمة الوطنية، فكانت الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها بلادنا هذه الأيام، من خلال التهييج والتجيش ضد بلادنا وضد قيادتنا تحديدًا، ورأينا كيف أن وكالات أنباء عالمية عريقة ضحت بمهنيتهاومصداقيتها من أجل تحقيق ذلك الهدف الكبير، ولكن في كل مرة يثبت الشعب السعودي أنه ثابت ثبات جبل طويق، ثابت في الدفاع عن عقيدته السمحة، وعن بلاده المقدسة، وثابت في لحمته مع قيادته المباركة.
لكن محاولات الأعداء ستستمر وستأخذ أساليبًا وطرقًا مختلفة من أجل حلمهم الكبير "دمار هذا الكيان العظيم"، ولكن هيهات فالشعب السعودي الواعي لن تنطلي عليه هذه الوسائل، وستزيد من لحمتنا والتفافنا حول قيادتنا، وستقوى عزيمتنا على تنمية وتطوير بلادنا والمضي قدمًا نحو حلمنا الكبير، لتكون السعودية العظمى في القمة، وليس غير القمة. مكان يليق بديننا وببلادنا المقدسة، وعلينا في كل مرة أن نخرج بدروس مستفادة من كل استهداف يواجه بلادنا، فيجب علينا جميعًا القيام بواجبنا المقدس تجاه عقيدتنا وبلادنا وقيادتنا كل من موقعه، المعلم في مدرسته، والخطيب في مسجده، والأب والأم في أسرتهم والإعلام في تنويره للمجتمع، والمهم أن يعيش كل فرد منا التحدي والإصرار على جعل هذا البلد العظيم في المكان اللائق به، جدية وإخلاصًا في العمل ورقيًا في السلوك وصدقًا وعدلًا وتسامحًا وسلامًا في التعامل، وليكن التفاؤل والثقة بالله شعارنا.
"أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ". إننا على يقين بأن هذه البلاد المباركة بما حباها الله من مقومات متفردة ستكون على القمة -بإذن الله-، مهما تآمر المتآمرون. حفظ الله بلادنا وقيادنا وأمننا وأماننا، ورد كيد الأعداء في نحورهم.