في بادئ الأمر وقبل الإنخراط بمحتوى مقالي، لا أحب إعطاء السوء إن كان بأشخاص أو غيره مجالاً للإهتمام، لكنني بذات الوقت أود أن ترسخ بصمة مبدئي بهذا في عقل كل متزحزح فكر وناقص فهم، بل ورغم النجاح يتملكه الجهل.
لذلك الأمر ومافيه بكل بساطة عن أولئك الذين لا يعقلون فهم المناصب واقعون في سوء الفهم بها، ومع ذلك لا يعترفون.
سيتضح مقصدي في خطاب للمتحدث الملهم "سيمون سينك" ذكر قصة لوكيل سابق بوزارة الدفاع يقول: "أنه ذات يوم تمت دعوته لأجل إلقاء خطاب في مؤتمر وحين وقف على المسرح وبيده كوب قهوة من "الفلين" أخذ رشفة وابتسم، ونظر لأسفل الكوب ثم ذهب بعيداً عن النص، وقال العام الماضي حين كنت لا أزال وكيل وزارة الدفاع تمت دعوتي للمؤتمر ذاته، وأنهُ تمت العناية به، وإيصاله من المطار للفندق ومن الفندق للمؤتمر .....الخ وغيره من تلك الأفعال المعتادة لمن هم ذوي مناصب.
وتم إدخاله الغرفه الخضراء وقدم له قهوه في كأس خزفي جميل.
يقول الدرس هنا أنه لم يكن مقدراً لي الكوب الخزفي، لقد كان مخصصاً لأجل "المنصب" الذي أشغله، لقد استحققت كوب "الفلين".
فمهما امتلكت من شهره, ثروة ومناصب سيعاملك الناس جيداً، ويقدمون لك كوب قهوة دون أن تطلب، سوف ينادونك ب "سيدي" أو "سيدتي"، ويمنحونك أشياء، أي من هذه الاشياء ليست بالأساس مخصصة لك بل للمنصب الذي تشغله، يمكنك قبول جميع الامتيازات وتتمتع بها ولكن كن ممتناً واعلم أنها لم تخصص لأجلك، لكنك تستحق دائماً كوب " الفلين".
في كلماته العظيمة هذه دل على الحقيقة الدفينة وراء المناصب، مايقدم لك من عناية ومميزات ليست لك لعظمتك بل لأنها مخصصه للمنصب ذاته.. نعلم أنت بمنصب لم يصله البعض ولكنك خُلقت من طين كالجميع لذلك أترك عنك جنون العظمة والاستعلاء على من هم أقل منك مستوى فمهما علوت في مراتب النجاح والثروة، لم يكن ليقدم كل ذلك لشخصك بل لأن هذا مايقدم في منصبك.
تواضع وتذكر أن تواضعك وامتنانك هو ما يجعل استمرارية المعاملة الجيدة والمحبة من الآخرين دائمة، لأن المناصب لاتدوم.
ومن ناحية أخرى..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ".
فإن لم تود الأخذ بكلامي، فكلام الله على لسان نبيه أعظم من أن تتهاون به.
التعليقات 2
2 pings
Noone
21/10/2018 في 6:39 م[3] رابط التعليق
رائع جداً .
الاء
21/10/2018 في 7:51 م[3] رابط التعليق
جممميل ابدعتي بايجاز 👌