هل المانغو فاكهة مفيدة للفلورا المعوية وضغط الدم؟ تشير الأدلة العلمية الحديثة إلى أن ذلك صحيح بالنسبة إلى البعض، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى دعم هذا الاكتشاف بمزيد من الأدلة.
جذور
تعود جذور فاكهة المانغو الى جنوب آسيا حيث زرعت أشجارها منذ آلاف السنين، وقد امتدت زراعتها حالياً إلى كثير من المناطق الدافئة في الأرض. تعتبر المانغو الفاكهة الوطنية للهند وباكستان والفلبين، وتمتاز بطعمها اللذيذ وحلاوة مذاقها. أما في ما يتعلق بالتغذية، فتحتوي المانغو على مجموعة من الفيتامينات والمعادن بتركيزات منخفضة بعض الشيء، ولكنها غنية بالفيتامين C وحمض الفوليك. كما تحتوي على مجموعة من مواد البوليفينول (مثل الفلافونويد)، وهي مركبات اكتسبت شعبية كبرى لدى علماء التغذية في السنوات الأخيرة.
المانغو والبوليفينول
ثمة جدل كبير حول التأثير الصحي المحتمل للبوليفينول. فهو يعدّ من المواد المضادة للأكسدة، ولكن الدراسات العلمية أظهرت أن أحشاءنا تكسر معظمه قبل أن يتسنّى له التأثير في جسمنا.
ومع ذلك، قد يكون للمركبات الناتجة عن تكسير هذه الجزيئات تأثير صحي إيجابي، ولكن لا تزال الأدلة التي تدعم هذه النظرية متناقضة.
من جهة أخرى، عكفت مجموعة من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في ديفيس على دراسة تهدف إلى قياس الفوائد الصحية الناتجة عن استهلاك المانغو.
ولهذه الغاية، طلب الباحثون من 24 إمرأة في سن اليأس تناول 330 غرام من المانغو كل يوم لمدة أسبوعين. وتم اختيار مانغو العسل تحديداً لاحتوائه على مستويات عالية نسبياً من مادة البوليفينول.
وبعد أسبوعين، عادت المشاركات إلى نظامهن الغذائي الأساسي لمدة 13 يوماً، فتجنّبن تناول المانغو.
ولتقييم النشاط الحيوي للمانغو، قاس الباحثون نقاطاً مختلفة خلال التجربة، بما في ذلك معدل ضربات القلب وضغط الدم. كما أجروا اختبارات للدم والتنفس.
يسمح تحليل عينات التنفس بتقييم صحة القناة الهضمية بشكل أفضل، لأنه يعطي لمحة عن الغازات المنتجة أثناء التخمر في الأمعاء، ومنها غاز “الميثان” الذي يدل وجوده على ضعف صحة الأمعاء.
وقد عُرضت نتائج الباحثين أخيراً في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية والذي عقد في بوسطن بولاية ماساتشوستس ، ونُشرت في مجلة اتحاد الجمعيات الأمريكية للبيولوجيا التجريبية FASEB.
تأثير المانغو الإيجابي
وجد العلماء أن ضغط الدم الانقباضي (أي الضغط في الشرايين عند إنقباض عضلة القلب) وضغط النبض (وهو مقياس للقوة التي يولّدها القلب عند كل انقباض) كانا أقل بكثير بعد ساعتين من استهلاك المانغو. وقد أظهرت اختبارات التنفس وجود غاز الميثان (الذي يدل على ضعف صحة الإمعاء) لدى بعض المشاركات، والهيدروجين لدى أخريات، وعدم وجود غازات لدى البعض الآخر، ووجود كلا الغازين لدى البعض الآخر.
ومن بين 24 مشاركة، أنتجت ربع المشاركات (6 نساء) غاز الميثان في بداية التجربة ، ثم انخفض إنتاج الميثان لدى نصفهن (3 نساء من أصل 6) بعد استهلاك المانغو. لذا، يمكن القول إن هذه الدراسة التي أجريت على مجموعة صغيرة من الناس والتي مُوّلت جزئياً من المجلس الوطني للمانغو أظهرت وجود بعض الفوائد الصحية للمانغو، ولكن حاجة الى مزيد من الابحاث لدعم هذه النتائج.
وحتى ذلك الحين، وبغض النظر عن وجود فوائد صحية للمانغو أم لا، استمتع بتناول هذه الفاكهة اللذيذة.