حين تمر بنا ذكرى تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد نجد أذهاننا تتوه بين سيل من الإنجازات المتعاقبة والمتشعبة في شتى مناحي الحياة، فمن أين نبدأ؟ وبأي مفردات نستهل الحديث؟ في لحظة تغدو الأدوات والأساليب الإنشائية متقزمة أمام هذه الهامة الوطنية السامقة.
لكن العنوان الأبرز والحقيقة الناصعة التي حفرت ذاتها في وجدان الشعب السعودي هي أن الأمير محمد بن سلمان هو مهندس برنامج التحول الوطني ورؤية 2030 بما تحمله من خطط عملاقة تستهدف الإصلاح الاقتصادي في المملكة من خلال التخلص من عقدة إدمان الموارد النفطية، والتحول إلى مصادر اقتصادية متعددة، وتحقيق التوازن المالي بالمملكة، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، واستجلاب التصنيع العسكري وغيره من الصناعات المتقدمة، ومواكبة أحدث التقنيات والاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية.
أما المرأة فحكايتها حكاية أخرى مع هذه التحولات التي لامست شغاف قلبها، وأرست دروبًا مضيئة تعبر عليها محققة ذاتها وجل طموحاتها لتستخرج قدراتها ومهاراتها في الإنتاج والبناء والتنمية، إذ اهتمت خطة ولي العهد بالمرأة من خلال القرار الجريء الذي سمح لها بقيادة السيارة، وكذا إدراجها في شتى مجالات وميادين العمل التي كانت حكرًا على الرجل، بما في ذلك توليها العديد من المناصب الهامة والفعالة التي تتيح لها إبراز بصمتها وطابعها وقدراتها في تحقيق الرقي والتقدم لمملكتنا الحبيبة في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
كما تعد من الإنجازات لسموه القدرة والبراعة في إيصال فكره واستراتيجيته الطموحة إلى جميع أبناء الشعب السعودي التواق لثمار هذه الخطط التي ستحدث نقلات نوعية متسارعة، وتغييرات جذرية نحو عهد جديد متطور بدأت أطيافه تتراءى في الآفاق القريبة، ولذلك نرى انسجامًا بين سمو الشاب الأمير والشباب الطموح الذي يتلهف للإسهام في صناعة الأمجاد السعودية في ظل قيادة تستنهض الهمم والطاقات الشابة، وتنفض غبار السنين عن مكنات الإبداع البشرية لتستثمرها في إحداث هذه النقلة الحضارية التاريخية، باعتبار الطاقات البشرية الشابة أساس وعمود كل تطور.
وإن كنت أدرك أنه من غير الممكن الإلمام في عجالة بكل الإنجازات المتدفقة من معين هذا الرجل القائد الفذ، غير أن انعكاساتها وآثارها ترتسم في جبين هذا الوطن الغالي وتصاغ بماء الذهب في تاريخ مملكتنا المعاصر.
أخيرًا لا أملك بهذه المناسبة العزيزة سوى أن أرجو الله أن يحفظ الله مليكنا وولي عهده الأمين، وأن يسدد على طريق الخير خطاهم، وأن يمن على مملكتنا بالرخاء والرقي والسؤدد.