أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ د. علي الحذيفي – في خطبة الجمعة – أن القرآن الكريم هو الحل لمعضلات العالم فهو نعمة عظمى أنزلها الله في رمضان ولن يصلح حال المسلمين إلا القرآن والسنة.
وقال : لو اجتمع حكماء العالم من أولهم إلى آخرهم أحياؤهم وأمواتهم لحل معضلة من معضلات العالم لما اهتدوا إلى ذلك سبيلا إلا بالقرآن العظيم , وانظر مسألة العقيدة في الله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله وحقه في عبادته كم عدد العقائد في هذا الباب , لا تعد ولا تحصى , والحق فيها ما قاله القرآن الكريم , ومعضلة الاقتصاد في العالم أعجزت الحكماء والحق فيها ما قال القرآن والسنة , وهكذا كل معضلات المسلمين بين القرآن الحق فيها , وبعض من غير المسلمين استفاد في بعض الأبواب من الشريعة الإسلامية , ولا يمكن أن يكون الناس كلهم مسلمين , ولكن على المسلمين أن يتمسكوا بالقرآن والسنة , فإذا رأى الناس القدوة الحسنة من كل مسلم انتفعوا بها , ولو في أمور دنياهم , وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
وأضاف : الصيام والقيام وأنواع الطاعات شكر لله عز وجل على نعمه وتقرب إليه , والنعم حقها الشكر في القول والعمل , ومحبة المنعم جل وعلا , قال تعالى : ” إنا أعطيناك الكوثر , فصل لربك وانحر ” , والكوثر الخير الواسع المبارك المتصل ومنه نهر الكوثر فأرشد الله نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه النعم إلى القيام بحق الله تعالى بالصلاة وغيرها من العبادات , ليحسن إلى نفسه ويشكر وقد وفى نبينا مقامات العبادات حقها وقام بذلك أتم قيام , ثم أرشد الله نبيه إلى الإحسان للخلق من الإطعام وعموم النفع وقد امتثل ذلك كله.
وتابع : العبادات في رمضان من شكر الله على نعمة القرآن العظيم , والقرآن الكريم له سلطان قوي على الروح في رمضان يهديها لكل خير ويزجرها عن كل شر, لأنه من أجل أن ضعفت النفس الأمارة بالسوء بسبب الصوم تغذت الروح بالقرآن , واختبر نفسك أيها المسلم , هل تبت إلى الله في رمضان ؟ , هل عملت إلى ما بعد الموت ؟ , هل رددت المظالم إلى أهلها ؟ , هل كففت شرك عن الخلق ؟ , هل أحسنت إلى الخلق , ووصلت الرحم , وبررت والديك , وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ؟ , هل أقلعت عن الربا والمكاسب المحرمة , واجتهدت في الاقتداء بالرسول والصحابة والتابعين في صفاء الروح والخلق وزيادة الإيمان وقوة اليقين والمعاني السامية التي نالوها .