من حق الجيل الجديد، المتخرج حديثاً، والداخل إلى الحياة العملية لتوه أن يطلب من تنفيذيين سابقين أن يمكنوه من قراءة تجربتهم كوزير – مثلا - لشطر مهم من حياته.
ومن حق طالب الجامعة المقبل على مشروع التخرج أن يسمع – ومن منبر جامعته – ممن مرّوا على ذات الطريق عن تجربته الطويلة في خدمة مختلف قطاعات الدولة.
والكثير ممن لا تحضرني اسماؤهم قد عملوا بإخلاص وتفان، وبودي أن أقول لهم بالحرف الواحد: كنتم حصيلة تجربة.. ولستم فقط مختبراً ومن حق هذا الجيل السماع عنها.. منكم أنتم.
أعلم جيداً انه ما أن يترك كرسي القطاع العام رجل من رجالات الإدارة في الغرب، الا ويصبح برنامج مواعيده مزحوماً بمحاضرات وندوات. ولقاءات وورش عمل.
قرأت ان رؤساء دول سابقين، في نواحٍ كثيرة من العالم لديهم برامجمهم المزدحمة بالمواعيد. وأجندة مواعيد أسبوعية ممتلئه بمحاضرة في جامعة كذا. لقاء في معهد كذا. نقاش في محطة كذا.. التلفزيونية.
هل اطلعتم مثلي على برنامج تطعيم الأذهان الحديثة بالتجارب القديمة، والذي يضم في ملفاته عنوان وهاتف كل صاحب تجربة.. وميدان قدرته؟
زرتهم مرة في مكتبهم في بناية "بلوكروس" في نيويورك ووجدت مخازن فكر.. ومعمل عطاء وقناني مزج. وأغلبهم من ذوي الإدارات الناجحة وليس بالضرورة حمل الدرجات العلمية.
والواضح ان جامعاتنا.. ومعاهدنا، وندواتنا ولقاءاتنا مازالت تحت تأثير (تانغو) حرف الدال. أي ان الرجل لكي يتأهل لإتاحة تجربة للجيل الجديد، لابد وان يكون الدكتور فلان..!
سمعت عن شخصية من رجال الأعمال السعوديين، وقد انتقل إلى رحمة الله، يزدحم برنامجه كلما زار أمريكا، وليس لمواعيد عشاء وحفلات استقبال، بل لإلقاء محاضرة هنا أو لقاء علمي هناك. أمريكا – وشبابها وجيلها المقبل على التخرج – تستفيد من خبرة سعودية، كان السعودي لا يعيرها اهتماماً ولايدعوها إلى منابر جامعاته وربما لا يعرف عنها شيئاً.