أكد مدير الإعلام فى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فراس الدبس، أن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلى من اعتداءات على مقبرة الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك هو انتهاك صارخ لمقبرة إسلامية، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلى يحاول السيطرة عليها لإقامة حدائق توراتية وقواعد تلفريك هوائى (قطار هوائى) ما بين جبل الطور حتى حائط البراق ومنطقة باب الرحمة (وهو أحد أبواب الأقصى المغلق منذ عهد صلاح الدين الأيوبى).
وأكد الدبس – فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط – أن هناك قرارا إسرائيليا بالتصعيد والانتهاك فى محيط المسجد الأقصى، محذرًا من خطورة الأوضاع لاسيما وأن الاحتلال يحاول فرض واقع جديد بإقامة حدائق توراتية تمتد من القصور الأموية من جنوب الحائط الغربى حتى مقبرة باب الرحمة للسيطرة على باب الرحمة وفتحه من باب الأطماع اليهودية فى المنطقة من بلدة سلوان ومنطقة وادى حلوة والتى يطلق عليها اليهود “مدينة داوود” وتمتد حتى باب الرحمة.
وقال إن المخطط اليهودى أصبح قيد التنفيذ مثلما نرى ونتابع وإن سلطات الطبيعة والآثار وبلديات الاحتلال هى كلها مؤسسات تعمل من أجل تهويد مدينة القدس وليس على خدمتها أو العمل كدولة محتلة تقوم بالحفاظ على الأماكن التاريخية كما طلبت اليونسكو وطلبت المنظمات الدولية، مؤكدا أنها تعمل على تغيير الواقع وتغيير التاريخ من قبل هذه الانتهاكات فى الآونة الأخيرة.
وتبلغ مساحة مقبرة الرحمة حوالى 23 دونما (الدونم ألف متر)، وهى تحت إشراف جمعية مسؤولة عن المقابر ، بالإضافة إلى أهالى منطقة سلوان لأن أمواتهم مدفونون هناك، ومن أبرز القبور فيها قبرا الصحابيين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، وفيها أيضا قبور لمجاهدين شاركوا فى فتح القدس أثناء الفتحين العمرى والأيوبى، فيما يشن الاحتلال الإسرائيلى حملة ممنهجة من أجل تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا كما حدث فى المسجد الإبراهيمى فى الخليل جنوب الضفة الغربية..ويشهد الأقصى يوميا، اقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة، فى حين تزداد وتيرة تلك الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية.
وكانت “منظمات الهيكل” المزعوم دعت أنصارها عبر حملة إلكترونية، إلى تكثيف الاقتحامات بحيث يتجاوز عدد المقتحمين للأقصى، أكثر من ألفى مستوطن، تزامنا مع ما يسمى “ذكرى احتلال القدس”، وعما تردد عن أن شرطة الاحتلال سمحت لجماعات الهيكل بإدخال، فتاة يهودية متطرفة إلى الأقصى، الأحد الماضى، وهى ترتدى فستان الاحتفال بعيد التكليف، وهو نفس شكل الفستان الذى ترتديه العرائس اليهوديات أيضا فى يوم الزفاف، قال فراس الدبس، إنه ليس لدينا أى معلومات عن موضوع لبس العروس مرجحا أنه لم يحدث فى المسجد الأقصى مثل هذا الذى يقال، معربا عن اعتقاده أنها مجرد إشاعات.
وأكد أن سلطات الاحتلال أصبحت عبارة عن أيد عاملة عند الجهات اليمينية المتطرفة، بمعنى أن أى قرارات تطالب بها جماعات اليمين المتطرف لأمناء ما يسمى بجبل الهيكل وطلاب الهيكل والأحزاب اليمينية الأخرى يتم إعطاء الضوء الأخضر لهم بالقيام به، فمثلا هم حاليا يريدون عمل فترة مسائية من أجل السماح لهم بأداء صلوات تلمودية، ويطالبون محكمة الاحتلال بالسماح لهم بذلك بعد أن سمحت لهم بأداء صلوات على أبواب المسجد الأقصى من الخارج.
وأشار إلى أنه قبل عدة أيام أيضا قامت سلطات الاحتلال بإدخال بعض المتطرفين لأول مرة لأداء صلوات عند باب المطهرة وهو أقرب نقطة للمسجد الأقصى المبارك، لافتا إلى أن الانتهاكات لا تتوقف عند مستوى اللبس أو الزي، بل هم يقتحمون المسجد الأقصى حفاة الأقدام وبلباس المتدينين باعتبار أنهم يدخلون مكانا مقدسا لهم، وهو انتهاك خطير ومنذ سنين ونحن نحذر من ذلك، لقد شاهدنا فى عيد الفصح اليهودى ما قاموا به من صلوات علنية وانبطاحات على الأرض وصراخ، وأضاف أن أمناء ما يسمى جبل الهيكل والأحزاب اليمينية عندما فشلوا خلال الأعياد الأخيرة فى دعواتهم لحشد الآلاف من أجل اقتحام المسجد الأقصى المبارك بدأوا مجددا يجهزون لمسيرة أو اقتحام كبير بهدف حشد ألفى متطرف فى الأقصى فى يوم ما يسمى عندهم يوم توحيد القدس (وهو يصادف يوم النكبة)، لافتا إلى أن أى انتهاك هو بالنسبة لنا كبير جدا، فسواء دخل شخص واحد أو أكثر فهو انتهاك لحرمة الأقصى.
وبخصوص الاستعدادات لشهر رمضان المبارك، أكد الدبس، أن مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس الشيخ عزام الخطيب ومدراء الأوقاف ورؤساء الأقسام ومدراء اللجان الطبية وأبرزها وأهمها الهلال الأحمر الفلسطينى ومركز الصحة الفلسطينى ولجان الكشافة قاموا بعقد سلسلة من الاجتماعات من أجل التجهيز والاستعداد لخدمة الزائرين فى هذا الشهر الفضيل لا سيما مع توافد مئات الآلاف من المصلين يوميا، كما قامت لجنة الإعمار بعمل مظلات لتقى المصلين حر الشمس رغم عراقيل الاحتلال لمنع إدخال المواد داخل باحات الأقصى.
وأضاف أنه تم توفير لجان نظافة إضافية للإشراف على طعام إفطار الصائمين ليكون بجودة عالية، بالشراكة مع عدد من المؤسسات، كما تم تجهيز ما يلزم من خيام طبية لتقديم الخدمات السريعة والفورية لكبار السن ، وتم تأهيل عدد من الحراس عبر إعطائهم دورات إسعاف أولى متطورة من قبل الهلال الأحمر، وإقرار ساعات عمل إضافية لحراس المسجد الأقصى للعمل قدر المستطاع على مساعدة المصلين وتنظيم دخولهم وخروجهم، لا سيما فى أيام الجمع وليلة القدر التى تشهد احتشاد أعداد كبيرة فى المسجد الأقصى المبارك.