كتبتُ قبل سنوات عن الفوضى التي يُحدثها بعض الشباب والفتيات في إجازة اليوم الوطني، التي تفتقر إلى الحس الوطني المطلوب، والتخلق بأخلاق الإسلام من أبناء الوطن وبناته. كما أن مستوى الضبط الأمني سابقًا لم يكن في دائرة الاهتمام؛ إذ يُفترض أن ذلك اليوم كغيره من الإجازات؛ يستمتع فيه الشاب والشابة بكل أدب وهدوء.
وفي اليوم الوطني هذه السنة كنتُ في دعوة إلى حفل زواج في أحد الفنادق، وتحركتُ إلى المكان مبكرًا تحسبًا للزحمة وفوضى الطرق، وفوجئت بأنني وصلت في وقت وجيز جدًّا. وقد أجابت الدوريات الأمنية عن سبب ذلك التيسير في الوصول؛ إذ أقفلت الأسواق التي يكون فيها التجمعات التي تُستغل لإحداث الفوضى والشغب. كما تلفَّتُّ إلى سيارات الشباب فلحظت ارتفاع الوعي في مظاهر تلك المناسبة؛ إذ الهدوء والاتزان في التعبير عن مشاعرهم، وقوة الضبط الأمني للقلة من المخالفين.
شكرًا لرجال أمننا، وشكرًا لتفهُّم شبابنا حق الوطن والمواطن في ذلك اليوم وغيره.
دائمًا نتفق أن الشباب طاقة متجددة، وقوة ثائرة، تتأثر بأدنى تأثير، وعقول تقاد لأتفه الأحداث مع أسفه عقول، لكن مع الاقتراب منهم والتوجيه يمكن احتواؤهم، والتحاور معهم، واستقامة واتزان مشاعرهم في كل الأحوال، بما ينفع المجتمع وحقوق الطريق.
فاللوحة الجميلة التي رأيتُ من رجال الأمن ومن شبابنا ساقتني للكتابة بالإشادة والتحفيز للاستمرار في احتواء الشباب، وتشديد القوة على المخالفين منهم.
دام عز وطننا، ووحَّد الله أطيافه مع قادته.