أكد عبدالرحمن بن عبدالمحسن الملحم، الكاتب والمحلل السياسي، أنَّ أول قمة عربية عقدت بدعوة من الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان- سابقًا- بحضور الدول السبع الأعضاء المملكة العربية السعودية ومصر وشرق الأردن وسوريا واليمن ولبنان والعراق، وذلك في مايو سنة 1946.
وأوضح الملحم أنَّ معظم هذه الدول كانت تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي؛ فمصر والعراق تحت الحماية البريطانية، وسوريا ولبنان تحت الحماية الفرنسية، ثم في سنة 1948 جاء وعد بلفور رئيس الوزراء البريطاني آنذاك وهو إيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين، وحينها بدأت أول الحروب بين العرب واليهود الذين تساعدهم بريطانيا إلى أن احتل اليهود نصف فلسطين وانتهى المطاف بقيام الكيان المتحل (إسرائيل).
وأشار الملحم إلى أنَّه منذ ذلك الوقت والجامعة العربية تعقد قممها، وبعد انتهاء الانتداب البريطاني والفرنسي على الدول العربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 انضمت بقية الدول العربية والخليج العربي إلى عضوية الجامعة العربية.
ونبَّه إلى أنه في سنة 1967 قامت الحرب بين مصر والأردن وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة وحصل ما لم يكن في الحسبان، حيث احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين واستولت على قطاع غزة وسيناء، ومنذ ذلك الوقت والجامعة العربية تعقد القمم الأولى تلو الأخرى، ولم تستطع في قممها إنقاذ فلسطين من براثن الصهيونية؛ حيث لم يكن لدى الدول العربية إلا عدو واحد وهو (إسرائيل).
وأضاف أنه في سنة 1979 ظهرت الثورة الخمينية بعد سقوط شاه إيران محمد رضا بهلوي، وظهر عدو جديد على الجامعة العربية، حيث ظهرت (إيران) بعدوان آخر يوازي عدوان إسرائيل، وهو ما أوصى به آية الله الخميني بعد وفاته وهو تصدير الثورة الخمينية إلى جميع دول الخليج والدول العربية.
وواصل حديثه، قائلًا: “بعد سقوط صدام حسين تسلمت إيران العراق وهذا هو حلم الثورة الخمينية (إحياء الدولة الفارسية)، وتوالت تدخلات إيران في دول المنطقة ودعم الميليشيات الإرهابية في كل من العراق وسوريا ولبنان عن طريق حليفها (حسن نصر الله) وبدأت في تجنيد ضعاف النفوس من أبناء الشيعة في كل من البحرين والكويت والقطيف من المملكة العربية السعودية”.
ونبَّه إلى أن إيران بدأت العمليات الإرهابية في المنشآت ومساجد العبادة والاعتداء على رجال الأمن، ولم تكتفِ إيران بذلك بل مدت يدها للتحالف مع جماعات إرهابية خارجة عن القانون مثل (جماعة الإخوان في مصر) وداعش في سوريا والعراق وحزب الله في لبنان وكانت وراء تدبير اعتصام دوار اللؤلؤة في البحرين لقلب نظام الحكم في البحرين، والاستيلاء عليها لولا تدخل (درع الجزيرة) بطلب من الشرعية البحرينية وإنقاذ مملكة البحرين وسقوط مخطط إيران في البحرين.
وذكر أنَّه بعد ذلك انقلبت جماعة أنصار الله (الحوثي) على الشرعية باليمن، واستولت إيران على صنعاء، وعندها أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الخطر القادم من جهة الجنوب؛ حيث اطلع ملوك وأمراء دول مجلس التعاون على المخطط الإيراني فقامت (عاصفة الحزم)، والتي تضم السعودية ودول مجلس التعاون، وقادها بنجاح الأمير محمود بن سلمان ولي العهد وزير الدفاع.
وأضاف: “ها هو الحلم الإيراني يتلاشى في اليمن؛ حيث قامت دول التحالف والجيش الوطني اليمني باستعادة ما يقارب الثمانين بالمئة من أراضي اليمن ولكن لا تزل إيران متواجدة تدعم (الحوثي) وحزب الله من خلال إمدادهم بصواريخ باليستية وتم اعتراض وتدمير سبع صواريخ باليستية في سماء السعودية الشهر الماضي”.
وفي العام الماضي، طلبت المملكة العربية السعودية عقد قمه طارئة في القاهرة لمناقشة الاعتداءات على الأراضي السعودية من جراء ارسال إيران صواريخ باليستية؛ لكن لم تستند هذه القمة على أية نتائج سوى الاستنكار.
واليوم في ظل الظروف الصعبة والحساسة للغاية في ظل الاعتداءات الإيرانية على المملكة عن طريق الحوثي والحرب في سوريا تنطلق قمة عربية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية تحمل في طياتها تحديات واعتداءات على الدول العربية وتتزامن هذه القمة مع الزيارات التاريخية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى كل من القاهرة ولندن وواشنطن وباريس، بحسب الملحم.
وأشار الملحم إلى أنه خلال تلك الزيارات اطلع ولي العهد قادة هذه الدول على خطورة امتلاك إيران للملف النووي، الذي أبرم في عهد الإدارة الأمريكية السابقة إدارة (أوباما)، وأبلغ سموه زعماء العالم أنه في حال امتلاك إيران قنبلة ذرية فإن المملكة ستمتلك قنبلة ذرية مباشرة، واطلع قادة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أن إيران لا تنوي التوسع في دول المنطقة فحسب بل تريد التوسع في جميع دول العالم وقد شبّه سموه مرشد الثورة الإيرانية بالنازي ( هتلر) الذي أراد احتلال العالم بأكمله.
واليوم هناك مجموعة من الأسئلة تطرح نفسها على القمة العربية، وهي: “هل ستكون قمتنا العربية المقبلة تختلف عن سابقها من القمم وتتخذ الدول العربية موقفًا موحدًا ضد إيران وتوسعها وتدخلاتها.. وهل ستخرج القمة بقرارات حاسمة تشفي غليل شعوب و أبناء مواطني الدول العربية، هذا ما نأمل من قمتنا القادمة”.