قام العلماء بالتعمق في البحث في مجال شيخوخة الدماغ لمعرفة كيفية حدوث ذلك وما يمكن فعله حياله، وذلك عن طريق دراسة دور الجينات في الآلية المعقدة لتدهور الإدراك المرتبط بتقدم العمر، ونشرت النتائج بمجلة «شيخوخة الخلية».
يعلم الباحثون منذ وقت سابق ما يحدث عند تقدم العمر فمن المعلوم لديهم على سبيل المثال أن الخلايا العصبية وبعض خلايا الدماغ الأخرى تتدهور وتموت لتحل محلها خلايا جديدة وهي عملية تسهم فيها الخلايا الجذعية المعروفة بالخلايا الجذعية العصبية السلائف، ولكن مع مرور الوقت وتقدم العمر تصبح تلك الخلايا أقل مقدرة على القيام بوظائفها ما يجعل الدماغ ينتج خلايا عصبية أقل.
سعى الباحثون من خلال الدراسة الحديثة إلى معرفة أسباب شيخوخة الخلايا السلائف وما هي التغيرات الجزيئية بالتحديد المسؤولة عن ضعفها، وبحثوا في الجينوم بالكامل لدى الفئران من خلال مقارنة التغيرات الجينية بتلك الخلايا لدى فئران مسنة (18 شهراً) وفئران شابة (3 أشهر) فتعرفوا إلى أكثر من 250 جيناً تقوم بتغيير سلوكياتها مع مرور الوقت، ما يعني أن تلك الجينات على ما يبدو أنها تتسبب في ضعف كفاءة الخلايا السلائف العصبية وبتضييق مسار البحث إلى ذلك العدد من الجينات لاحظ الباحثون أن زيادة نشاط الجين Dbx2 يبدو أنه يغير تلك الخلايا وظهر من خلال الدراسة في المختبر وفي الكائنات الحية أن تعزيز نشاط ذلك الجين لدى الخلايا الجذعية العصبية السلائف جعلها تتصرف كالخلايا المسنة، حيث توقفت عن النمو والتكاثر كخلايا شابة.
ينوي الباحثون بعد اكتشافهم لتلك الجينات – بجانب معلومات أخرى مهمة عن العلامات الجينية – القيام بمحاولات استعادة شباب الخلايا التي شاخت وإن تمكنوا من ذلك من خلال التجربة على الفئران فإن الأمر يصبح ممكناً في حالة الإنسان.