دعت ورشة عمل “إنشاء أوقاف جامعة بيشة” إلى الاستثمار في أفكار المخترعين في محافظة بيشة ودعمهم والعمل على تبني الأفكار الإبداعية والريادية وتوفير الإمكانيات المناسبة لتحويلها إلى مشاريع وطنية تخدم الوطن بشكل عام والمحافظة بشكل خاص.
وشددت الورشة التي نظمتها الجامعة اليوم الأحد في قاعة الاستقبالات الرئيسية برعاية معالي مدير الجامعة الدكتور أحمد بن حامد نقادي، وحضور سعادة محافظ بيشة محمد بن سبرة، ووكيلي الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور مهدي القرني وللشؤون التعليمية الدكتور سعيد المالكي، وعدد من أصحاب الفضيلة والمعالي والأكاديميين والمهتمين ورجال الأعمال، على أنه لا يجب أن تحل أوقاف جامعة بيشة محل الجامعة نفسها، خصوصًا فيما يتعلق بمركز الأبحاث الذي تعمل الأوقاف على توفير الاستثمارات الداعمة له.
ودعا المشاركون في الورشة إلى وضع تصورات علمية وملموسة بعيدة عن التنظير لتشجيع رجال الأعمال على الأوقاف العلمية وحثهم على المنح والتبرع للمشاريع البحثية، مشيرين إلى أهمية تضمين برنامج وقف جامعة بيشة ضمن الخطة الاستراتيجية للجامعة وجعله من ضمن أولوياتها، مقترحين عقد لقاءات مع أصحاب الفضيلة المشايخ والقضاة والوجهاء بالمحافظة لتشجيع الناس على تخصيص أوقافهم في المجالات العلمية والبحثية وبيان أثر ذلك في النهوض بالمحافظة على كافة الأصعدة.
وألقى معالي مدير جامعة بيشة الدكتور أحمد نقادي كلمة افتتاحية في بداية الورشة، أكد فيها أن الجامعة تتطلع من خلال هذه الورشة للخروج بأفكار وتصورات بناءة لاستثمار الوقف لخدمة الجامعة ومنسوبيها بما ينعكس على جودة المخرجات ويعزز مشروعات التطوير التي تعيشها الجامعة وتخطط لها تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.
كما ألقى سعادة محافظ بيشة محمد بن سبرة كلمة أوضح فيها حاجة المحافظة لمثل هذه الأوقاف التي تنمي وتسهم في نهضة مباركة، مشيرًا إلى أن ورشة أوقاف جامعة بيشة تعد مبادرة تنعكس نتائجها وتوصياتها ليس على الجامعة وحسب وإنما على مظاهر التنمية في المحافظة بشكل عام.
وشهدت ورشة العمل مبادرة الدكتور صالح بن حسين العايد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سابقًا، والذي أبدى استعداده للتكفل بإنشاء نادي للمخترعين والموهوبين بموازنة تشغيلية للنادي لمدة خمس سنوات، داعيًا جامعة بيشة لإعداد الدراسات الاقتصادية اللازمة ووضع التكلفة المالية المناسبة لهذا المشروع الذي اقترحه أحد المشاركين في الورشة لكون محافظة بيشة تتميز بكثرة المخترعين والموهوبين.
وتحدث عدد من المشاركين خلال الورشة، حيث قال عضو هيئة كبار العلماء سابقًا الدكتور قيس المبارك إن العصر الحاضر اقتصرت الأوقاف على دور تحفيظ القرآن الكريم والأيتام والفقراء ونسينا الدور والمراكز العلمية والتي تنهض بالأمة. داعيًا إلى تبني مثل هذه الأفكار ودعمها.
وأوضح معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز سابقًا الدكتور أسامة الطيب أن ورشة العمل تعتبر فرصة عظيمة للجامعة وللمحافظة على أن تعمل على تشكيل مستقبل تعليمي، مضيفًا أن إنشاء وقف علمي يعمل على استمرار توفير الموارد واستثمار الكفاءات والإمكانيات المتوفرة يأتي تحقيقًا لرؤية المملكة 2030.
كما شدد الدكتور إبراهيم التركي على الاستفادة من الخبرات المختلفة من الجامعات والمشايخ والأكاديميين في هذا المجال. مؤكدًا على أهمية هذه الخطوة من قبل جامعة بيشة في أن تبدأ في مجال الأوقاف العلمية من حيث انتهى الآخرون، لإنشاء أوقاف علمية عملاقة تسهم في خدمة المملكة والمحافظة.
يشار إلى أن ورشة العمل تناولت خمسة محاور بحثها المشاركون خلال 6 ساعات متواصلة، وهي: المحور الأول الاستراتيجي ويتضمن استعراض أبرز الأوقاف في المنطقة وبيان نقاط الضعف والقوة في هذه الأوقاف وأبرز الفرص والتحديات التي تواجه الأوقاف. والمحور الثاني المالي والاستثماري وقد بحث المتطلبات المالية المتوقعة لإنشاء أوقاف جامعة بيشة والمصادر المادية وأوجه الصرف وأفضل مجالات الاستثمار التي تحقق الاستدامة. والمحور الثالث التنظيمي والإداري واشتمل على الشكل القانوني لهذه الأوقاف والهيكل الإداري والمتطلبات الإدارية والبشرية المتوقعة. والمحور الرابع التطويري والتميز المؤسسي وبحث أهم مقومات نجاح أوقاف جامعة بيشة وأبرز التحديات الحالية والمستقبلية المتوقعة والشراكات والجهات التي من شأنها تحقيق التميز المؤسسي، والمحور الخامس الترشيحات وتضمن الأسماء المقترحة لعضوية مجلس نظارة هذه الأوقاف ولعضوية لجنة الاستثمار وآليات العضوية.