أشاد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، بالجهود العظيمة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- من خلال برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي كان له الأثر الكبير على الإسلام والمسلمين، سائلًا الله عز وجل أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء لما قدمه ويقدمه للإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة، مؤكدًا أن هذا البرنامج جاء من مقاصد الشريعة الإسلامية وهي تحقيق الأخوة والمحبة بين المؤمنين، وجمع قلوب المؤمنين في جميع دول العالم.
جاء ذلك في مستهل الكلمة التي وجهها فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، مساء أمس الجمعة، خلال لقائه ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، بمقر إقامتهم بالمدينة المنورة.
وقال فضيلته: “إن هذا اللقاء يأتي ضمن هذا البرنامج العظيم الذي جاء منطلقًا من مقاصد الإسلام الكبرى، ومبادئه العظمى ألا وهو جمع قلوب المؤمنين كما أراد الله جل وعلا، وكما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فشكر الله لخادم الحرمين الشريفين على هذه الجهود التي يوليها من البذل الشخصي، والكرم السخي، وشكر الله للقائمين على هذا البرنامج متمثلًا في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بهذه البلاد، فجزى الله الجميع خيرًا ووفقهم لما يحبه ويرضاه”.
وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، أن من أعظم نعم الله علينا نعمة الإسلام، هذه النعمة التي من أعظم مقاصدها -بعد تحقيق توحيد الله جل وعلا وكمال الخضوع والذل له سبحانه- نعمة التوجه بقلب واحد متحابين متآلفين على أعظم رابطة، وأوثق آصرة ألا وهي أخوة الإسلام، الله جل وعلا بين شعار الإيمان، وأن ديثار الإسلام هو الأخوة الإسلامية، الله جل وعلا يقول في كتابه العزيز: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”، ويقول سبحانه: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ”.
وأضاف: “النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى هذه الأمة أولها وآخرها أن يكون هذا المقصد مما ينبغي العناية به، وأن نتمثل في حياتنا هذا المبدأ واقعًا صادقًا، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تدعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)، ويقول -صلى الله عليه وسلم- مخبرًا أن أعظم حق للإيمان بالله جل وعل هو تحقيق الأخوة الإسلامية، فيقول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (لا يُؤْمِن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)”.
واستشهد فضيلته بمزيدٍ من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حول الوحدة الإسلامية، والاتحاد بين المسلمين، وأهمية الوحدة، والبعد عن التمزق والاختلاف.
وجدد فضيلته التأكيد على أن مثل هذه اللقاءات عظيمة الفوائد، قائلًا: “ومن أعظم فوائدها أننا نجتمع على كلمة التوحيد، وحب النبي -صلى الله عليه وسلم- سائلًا الله جل وعلا أن يجعلنا جميعًا أخوة متحابين متآلفين، حاثًا الضيوف على نقل الآثار المباركة لهذا البرنامج، ونشره بين المسلمين لما يراه من تآلف المسلمين؛ ليعكس ذلك على المسلمين كل في بلده؛ لأن أعظم ما يهدف إليه أعدائنا هو تفريق الكلمة، فيفرقون كلمتنا باختلافات فقهية، أو بآراء اجتهادية، والصحابة -رضي الله عنهك- لم يكونوا يعرفون ذلك، وإنما يعذر بعضهم بعضًا في أي اجتهاد يكون، ويحفظ كل حق الآخر بما أوجبته الأخلاق الإسلامية، والمحاسن الإيمانية”.
وزاد الدكتور حسين آل الشيخ قائلًا: “مهما اختلف المسملون في تصوراتهم وأفكارهم في فهم الإسلام فإن هناك جامع لهم ، هو التوحيد لله جل وعلا، وحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، والالتزام بسنته، والله فرض لنا طريقًا يجب أن يكون هو القائد للأمة جميعًا، وهو هذا القرآن، فقال الله جل وعلا: “إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ”، فيجب أن يكون منصب أفكارنا وإرادتنا وتوجهاتنا هو ما نسمعه من كلام ربنا جل وعلا وهو ما نألفه من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-“.
وفي ختام كلمته، خلال اللقاء الذي حضره الأمين العام لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الأستاذ عبدالله بن مدلج المدلج، وعدد من المسؤولين في البرنامج، قال فضيلته: “نسأل الله أن يجمع كلمتنا على هذا المبدأ، وأن يحفظ المسلمين في كل مكان، وأن يجعلهم إخوة متحابين”.