لا يقف التطفيف عند الكيل والميزان بل هو أعم من ذلك، وأظن أن ما تفعله معنا شركات الاتصالات قد يكون من التطفيف، فهي تأخذ حقها كامل ومكمل، وتنقص من حق العميل، نعم هو كذلك، فعندما تعلن عن خدماتها و باقاتها، وتتبجح بسرعاتها العالية، وتُبشر بأن تغطيتها تعدت حدود الأرض ووصلت للفضاء الخارجي، ليركض العميل للاشتراك قبل أن "يكوش" الفضائيون على العروض المميزة، يتفاجأ بعدها بأن "كله في الهجايص"، لتبدأ رحلة المعاناة مع رداءة الشبكة التي قد لا تغطي حتى بعض أجزاء المنزل!
في الحناكية مثلًا نعاني من سوء خدمة الإنترنت من جميع مزودي الخدمة والتي تكون شبه منعدمة في بعض أجزاء المحافظة والمراكز التابعة لها، بل إنها تختلف من شارع لشارع، وعجبي! علمًا بأن الشبكة 4G ولكن السرعة "زفت"، قد لا تتجاوز في بعض الأوقات 250 كيلو بايت، ولا أدري ما فائدة هذه الأبراج التي زُرعت في أرجاء المحافظة، وهي لا تخدم العميل.
أصبح الإنترنت في حياتنا من الضروريات، فهناك طلاب جامعات عن بعد، تحديث بيانات، معاملات إلكترونية، وغيرها، والسؤال هل يعرف القائمون على شركات الاتصالات هذا؟
نعم قد تكون الشبكات في المدن أفضل بسرعاتها العالية، ولكن المشكلة في المحافظات والمراكز التي أكاد أجزم أن أغلبها يعاني ولسان الأهالي "يا ليل خبرني عن أمر المعاناة".
نتمنى أن تلزم هيئة الاتصالات الشركات بتجويد خدماتها في عموم مدن ومحافظات ومراكز المملكة، أو أن تكون أسعار الخدمات في الأماكن التي تعاني من ضعف ورداءة الشبكة أقل من غيرها أو تعويض المواطن عن سوء الخدمة، أما أن يتساوي من يستفيد من كامل الخدمة بمن يعاني منها في الأسعار فهذا أظنه من أكل أموال الناس بالباطل، بما أن الجودة هي رضا المستفيد فبكل صراحة مزودي خدمات الإنترنت لم يصلوا لهذه الجودة المنشودة على الأقل عندي.