يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بعد غد الاثنين جولاته السنوية على محافظات المنطقة، بزيارة محافظات شرق المنطقة وتشمل الطائف، ميسان، المويه، تربه، الخرمة، ورنيه، وستشهد جولات سموه إطلاق ورش عمل لبحث الفرص الاستثمارية في كل محافظة من أجل تحفيز المستثمرين على المشاركة في مشاريع التنمية، بما يحقق إستراتيجية المنطقة التي تم تحديثها للتوافق ورؤية المملكة 2030.
وفي محافظة الطائف المحطة الأولى لزيارة الأمير خالد الفيصل، يقف سموه ميدانيًا على مراحل الإنجاز ويطّلع عن قُرب على سير وتيرة العمل في مشروعات الطائف الجديد، التي بارك انطلاقتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- منتصف محرم الماضي، وتشمل المطار الدولي الجديد، مدينة عكاظ، واحة التقنية، الضاحية السكنية، المدينة الصناعية، والمدينة الجامعية، وتقدر كلفة المشروع الذي يجري تنفيذه حالياً بالشراكة بين القطاعين الحكومي والأهلي أكثر من 11 مليار ريال.
وفي هذا الشأن أكد الأمير خالد الفيصل في تصريح سابق أن “الخطط كبيرة والآمال طموحة لإحداث نهضة فكرية وثقافية واقتصادية وحضارية وسياحية في الطائف، بوجود مشروع الطائف الجديد الذي يجب أن يتشارك القطاعان الخاص والحكومي في تنفيذه”، ومن هذا المنطلق فإن أسلوب التنفيذ يتوافق ورؤية المملكة 2030 التي أعطت الفرصة للقطاع الخاص ليشارك في تنفيذ مشروعات التنمية.
تجدر الإشارة إلى تنفيذ الطائف الجديد بهذا الأسلوب أسهم في توفير مبلغ 2 مليار ريال على خزينة الدولة.
ويقع الطائف الجديد الذي تتولى إمارة منطقة مكة المكرمة ممثلة في مركز التكامل التنموي مهمة الإشراف على سير العمل فيه ومتابعة تنفيذه وفق الجدول الزمني المُعد سلفًا، باتجاه الشمال الشرقي لمدينة الطائف الحالية، وتبلغ مساحته 1250 كيلو متر مربع، ويكتسب الموقع أهمية مكانية ووظيفية كبيرة، نتيجة توسطه واتصاله بالمدينة القديمة وبالتجمعات العمرانية المحيطة، ويتوقع أن يبلغ عدد سكانه 750 ألف نسمة، فيما سيمثل بعد إنجازه -بإذن الله- نموذجًا لأول مدينة سعودية متكاملة روعي في تصميمها أحدث الأساليب المبتكرة في العمارة والتقنية والتخطيط والتنفيذ.
وخلال الجولة يتفقد سمو أمير منطقة مكة المكرمة سير العمل في مشروع مطار الطائف الدولي الجديد الذي أنهت هيئة الطيران المدني تسليم موقعه للمستثمر الذي بدأ العمل على الأرض أواخر سبتمبر الماضي، كما سيفتتح سموه مبنى الخدمات الحكومية، وسيتفقد أيضًا مشروع الإسكان الذي بدأت وزارة الإسكان في تنفيذ المرحلة الأولى منه، ويقع على مساحة أكثر من 3 ملايين متر مربع، فيما تم توقيع عقود المرحلتين الثانية والثالثة والتي ستتولى تنفيذها شركة عبر المملكة السعودية للتجارة والصناعة والمقاولات ، وفي آخر خطوات سير العمل في المشروع فقد تم تسليم الموقع البالغة مساحته 12 مليون متر مربع للمقاول لبدء إنشاء المنتجات السكنية البالغ عددها 10.589 وحدة.
وفي ذات السياق، يقف الأمير خالد الفيصل في الطائف الجديد على مشروع واحة التقنية الذي بدأت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تنفيذه بإنشاء 600 قاعدة لمحطة توليد الطاقة بالخلايا الشمسية وذلك ضمن مشروع ألواح الطاقة الشمسية.
وتحوي الواحة مشروع تقنيات زراعة وإنتاج وحصاد الأعلاف فائقة النمو ويسهم المشروع في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة ويحد من الاعتماد على الاستيراد، وعليه سعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الجهة المنفذة، لتوفير مصادر أخرى تحل محل المحاصيل العلفية خصوصا تلك التي تستهلك كميات مياه محدودة، كما تتولى المدينة تنفيذ مشروع لتطوير تقنيات زراعة وإنتاج وحصاد الأعلاف فائقة النمو على مساحة 50 ألف متر مربع.
كما يتفقد سمو أمير منطقة مكة المكرمة مدينة عكاظ ، التي تعبر أحد مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري، والهادف لإثراء التجربة السياحية المتكاملة وتعزيز التراث الحضاري ضمن المشاريع المتاحة للمواطنين والزوار، وذلك من خلال تطوير أول وجهة سياحية ثقافية متكاملة في محافظة الطائف، إذ سيتم خلال المرحلة الأولى إنشاء مركزاً للأعمال تنظم فيه فعالياتها ومؤتمراتها ومرافق عالية الجودة تشمل فنادق وأندية ترفيهية، وبناء المتحف التفاعلي والمعارض الفنية والحديقة النباتية ومركز الحرف اليدوية ومساحات مكتبية وواحة ثقافية وتراثية وأندية الفروسية.
وفي الطائف الجديد أيضًا، يطلع الأمير خالد الفيصل على آخر التطورات في المدينة الصناعية التي خصص لها 120 مليون ريال موزعة على أعمال البنية التحتية والمرحلة الأولى الواقعة على مساحة مليون كم2، وتعتبر أول مدينة صناعية بالمحافظة، وستنطلق أعمال المرحلة الأولى، بإنشاء مجموعة الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ومركزاً للتدريب المهني ومواقع للاستعمالات المختلفة.
ويزور أمير منطقة مكة المكرمة المدينة الجامعية الواقعة في الطائف الجديد والتي ستخدم قرابة 90 ألف طالب وطالبة ويجري تنفيذها على مساحة تتجاوز الـ17 مليون متر مربع، وفق رؤية هندسية عصرية تواكب أهداف رؤية المملكة 2030 وخطة التحول الوطني 2020، وفي هذا الصدد يجري حاليًا نفيذ 16 مشروعًا مقسمة إلى ثلاثة مراحل، تضم منشآت تعليمية تشمل جميع الكليات والمعاهد والمراكز المعتمدة بالجامعة، وعمادات مساندة، والمستشفى الجامعي، والمعامل والملحقات التابعة له، إضافة لإسكان أعضاء هيئة التدريس والطلاب ومباني الأنشطة الرياضية والثقافية.
تجدر الإشارة إلى أنه ومنذ الإعلان عن مشروع الطائف الجديد شرعت إمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة محافظة الطائف، في التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لاستلام مواقعها والبدء في تنفيذ مشاريعها، وكان أولها سوق عكاظ الذي أشرفت عليه الإمارة على مدى 10 أعوام، وتم إيصال معظم مشاريع البنى التحتية للسوق ومنها الطرق والكهرباء، وإنشاء خيمة عكاظ وجادة السوق ومسرح الفنون، وانطلق مشروع واحة التقنية بالتنسيق المباشر بين الإمارة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث تم تسليم الأراضي المخصصة للمدينة، فيما حظي مطار الطائف الدولي الجديد بتشكيل فريق عمل من مركز التكامل التنموي والهيئة العامة للطيران المدني لحل جميع العوائق التي وقفت في طريق التنفيذ للتولى عدة تحالفات خطوات العمل الأولى على أرض الواقع.
وينتقل الأمير خالد الفيصل إلى أحد مستشفيات محافظة الطائف، وسيجري بحضور معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة التأسيس وتدشين مشاريع صحية بطاقة سريرية إجمالية تفوق 400 سرير، تشمل افتتاح مستشفيات الملك فيصل للولادة والأطفال، وأم الدوم، والمحاني، كما سيتم وضع حجر الأساس لمركز القلب والأورام بمستشفى الملك عبدالعزيز بالطائف.
ويختتم الأمير خالد الفيصل برنامج اليوم الأول لزيارته للطائف، بإطلاق سموه أكاديمية الشعر العربي، التي أسس لها سموه عام 1433هــ وتحتضنها جامعة الطائف، إضافة إلى أن سموه استحدث لها جائزة باسم “جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي”.
وستتولى الأكاديمية رعاية الشعر العربي ودعمه عبر تنمية الإبداع الشعري بهدف تعزيز دور القصيدة في الثقافة العربية المعاصرة، وتنظيم مختلف أنواع البرامج التدريبية وورش العمل والمحاضرات، كما ستهتم بنشر الثقافة الشعرية في المجتمعات العربية، وتوثيق الظاهرة الشعرية العربية بكل أشكالها وألوانها المعززة للغة والثقافة العربية، وتوظيف التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة الشعر.
ويلي تدشين الأكاديمية عقد جلسة يتخللها حوار مفتوح بين أمير منطقة مكة المكرمة والأدباء والمثقفين والأكاديميين لمناقشة الهموم الثقافية والأدبية بالمحافظة وتبادل الآراء حول آليات تطوير الجوانب الفكرية بما ينعكس على الطائف فكريًا وثقافيًا وأدبيًا.