كم مرة شاهدت لعبة بيد طفل فتدغدغت مشاعرك لتجربتها ؟ وكم مرة سال لعابك و أنت ترى حلوى في يده ؟ بل كم مرة تمنيت أن تعود طفلا أقصى همومك لعبتك و حلواك؟ حتى مكان نومك لا تهتم له ، فمتى نعست نمت !! إن أحببت أحببت بصدق ، وإن ضحكت فمن قلب، و إن كرهت لا تنافق ، و لا تجامل ، محصورة دنياك في لهو ولعب ، حتى الأزمات لا تنسيك لعبتك.
كبرت، كثرت متطلبات الحياة، زادت همومك، مضطر للمجاملة، تكذب أحيانا، تضحك بلا نفس، ضحكة ميتة، لحظات تضيق بك الدنيا بما رحبت، تبكيك، تنهار، تتمنى لو خُطفت صغيرا.
لكن مهلاً !!
أين ذاك الصغير الذي بداخلك ، فإنه لا يكبر ولا يموت ، حتى وإن كبته ؛ يتحين الفرص للظهور رغماً عنك ، قد تعتب على نفسك، أنا الرجل الذي بلغ الكهولة أو الشيخوخة مالي ومال الطفولة !! سنيني تقيدني، مكانتي، وجاهتي، و… و…!! على رسلك!! صدقني… إن كنت من كنت، هذا الطفل الذي تحاول كبته و تجاهلته حتى نسيته أو تناسيته ، هو أنت ، هو الصورة التي لم تكبر منك ، وهو الذي سيُنسيك أو على الأقل سيخفف عنك وينفس لك من ضغوطات الحياة و مكدراتها ، فأترك له فسحة و منفذ للخروج ، نعم " لكل مقام مقال" و لطفلك الذي بداخلك مقال ومقام ، إن كنت مع أطفالك فهو مقامه أخرجه ، مازحهم، شاركهم، وغير ذلك إن أعجبتك لعبة مارسها، إن اشتهيت حلوى فكُل بل و تلذذ بها كالطفل، أركض ، اقفز إن خلوت بنفسك، مازح من تواجه من الأطفال مزاح طفل بعقل رجل .
لن يموت هذا الطفل إلا بموتك، فدعه يمرح و يفرح بما يليق بعمرك، ومكانتك و تأكد أنه سيضيف لحياتك بهجة و حباً و سعادة .