احتفت الخطوط السعودية مساء اليوم الإثنين باختتام موسم الحج وتحقيق نتائج مميزة في العمليات التشغيلية، بحضور رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية الدكتور غسان بن عبدالرحمن الشبل.
وبدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بالقرآن الكريم، ثم قدَّم نائب الرئيس للعمليات الأرضية راشد بن محمد العجمي عرضًا عن الاستعدادات التي سبقت بدء موسم الحج التي مكّنت “السعودية” من تنفيذ خطتها بكل نجاح وتمحورت حول الأهمية المطلقة للتعاون والتنسيق مع الإدارات الحكومية بمطاري الملك عبدالعزيز والأمير محمد بن عبدالعزيز الدوليين والجهات ذات العلاقة بالحج، بالإضافة إلى التخطيط المبكر للجدول لضمان إنسيابية وصول رحلات الحج في مرحلة القدوم ومغادرتها بعد الحج في مواعيدها المحددة وتلافي أي تكدس، وكذلك إصدار بطاقات صعود الطائرة لرحلات العودة وتعبئة بطاقات الجوازات قبل وصول الحجاج للمملكة، علاوةً على تأمين ملاحين على رحلات الحج يتحدثون اللغات المختلفة للحجاج، إلى جانب إصدار نشرات توعية بعدة لغات عن إجراءات السفر والأمتعة المسموح بنقلها على الطائرات وتوزيعها لبعثات الحج ومؤسسات الطوافة بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة، يضاف إلى ذلك دعم كافة القطاعات التشغيلية بالإمكانات البشرية والآلية اللازمة لتقديم أفضل الخدمات، بالإضافة إلى تشكيل فريق تنفيذي مشترك يضم كافة القطاعات التشغيلية لمتابعة العمليات اليومية والحركة التشغيلية على مدار الساعة وتقديم الدعم والمساندة عند الحاجة، وكذلك التخطيط المثالي في تفويج الحجاج من مكة المكرمة والذي ساهم في وصول الحجاج إلى المطار في الوقت المحدد ومغادرة الرحلات في مواعيدها.
عقب ذلك استعرض الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط السعودية للنقل الجوي يان البرخت إنجازات موسم الحج التي نجحت فيها “السعودية” في نقل أكثر من مليون حاج حيث تم تقدير حصة الناقل الوطني السوقية 31% بزيادة قدرها 2% عن العام الماضي، من خلال دعم أسطولها الرئيسي بـ21 طائرة إضافية لنقل ضيوف الرحمن من حجاج الداخل والخارج عبر شبكة رحلاتها الداخلية والدولية من وإلى أكثر من 100 وجهة.
بعد ذلك ألقى مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح الجاسر كلمة نوَّه فيها بنجاحِ الخطة التشغيلية لحجِ 1438هـ، وما تحقق من نتائج إيجابية وكفاءة تشغيلية ونجاح مميز تمثل في نقل أكثر من مليون حاج في مرحلتي القدوم والمغادرة بنمو تقارب نسبته 40% إلى جانب الانضباط العالي في مواعيد إقلاع ووصول الرحلات، مشيرًا إلى أن هذا النجاح تحقق رغم النمو الكبير في عدد الحجاج والذي مثّل تحديًا نجحت “السعودية” في تجاوزه باقتدار بفضل الله ثم بجهود أبنائها المخلصين الذين عملوا على مدار الساعة لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
وأشار إلى أن النجاح المميز لموسم الحج لم يكن أمرًا عارضًا في أداء “السعودية” هذا العام بل جاء تتويجًا لنجاحاتٍ متواصلة وجهودٍ مخلصةٍ من جميع منسوبي المؤسسة وشركاتها ووحداتها الاستراتيجية في إنجاز الكثير من مبادرات برنامج التحول ورحلة السعودية (SV2020) بعناصرها الرئيسية والمتمثلة في الاستثمار الأمثل في العنصر البشري وتحديث وتنمية الأسطول ورفع الكفاءة التشغيلية وزيادة السعة المقعدية الداخلية والتوسع في التشغيل الدولي وتطوير الخدمات والمنتجات بما يناسب كافة شرائح الضيوف.
وأوضح الجاسر أن “السعودية” استثمرت في العنصر البشري من خلال مواصلة استقطاب أبناء الوطن عبر برامج التدريب المنتهي بالتوظيف، وقد تم خلال الأشهر القليلة الماضية إنهاء إجراءات الدفعة الثالثة لمتدربي الطيران ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ويستهدف البرنامج ابتعاث خمسة آلاف شاب سعودي لدراسة علوم الطيران وهندسة وصيانة الطائرات في أرقى الجامعات وأكاديميات التدريب العالمية، كما تم خلال هذا العام تخريج الدفعة العاشرة من برنامج رواد المستقبل والانتهاء من إجراءات قبول متدربي الدفعة الحادية عشرة لهذا البرنامج الاستراتيجي الذي يُعنى بإعداد وتأهيل الكفاءات الشابة على مدى عامين ثم يتم تعيينهم في قطاعات وشركات المؤسسة على وظائف تتناسب مع تخصصاتهم وتأهيلهم العلمي والعملي، كما أن هناك العديد من البرامج الأخرى التي يتم من خلالها تأهيل أعدادٍ كبيرة من شباب وفتيات الوطن في وظائف متخصصة في مجالات المالية والمبيعات وتقنية المعلومات، والتسويق، وعلاقات الضيوف، وصالات الفرسان، والخدمات الأرضية، والخدمة الجوية، والتموين، والصيانة وغيرها من القطاعات، وقد بيَّنت الإحصاءات أنه قد تم خلال الأشهر التسعة الماضية استقطاب وتعيين أكثر من 1.500 شاب وفتاة من أبناء الوطن في مجموعة الخطوط السعودية، بالتركيز على الوظائف التشغيلية.
وبيَّن أنه خلال الأشهر التسعة الـماضية من العام الحالي تم استلام 28 طائرةً جديدة، كما أنه وقبل نهاية العام الحالي ستصل أربع طائرات أخرى، ليصل مجموع الطائرات المستلمة هذا العام إلى 32 طائرة حديثة وهو أكبر عدد من الطائرات يتم استلامه في عام واحد حيث سينخفض معدَّل عمر الأسطول إلى 3.75 سنوات وهو من أقل معدَّلات أعمار الأساطيل على مستوى شركات الطيران الكُبرى في العالم، منوهًا أن عدد طائرات أسطول “السعودية” حاليًا يبلغ 142 طائرة بخلاف طائرات أديل والطيران الخاص والبيرق وأسطول رحلات الحج والعمرة وطائرات الشحن ، كما أكد أنه ومع توالي وصول الطائرات الجديدة، ضخت “السعودية” المزيد من السعة المقعدية على القطاع الداخلي وأضافت وجهات دولية جديدة إلى شبكة رحلاتها متمثلة في ملطان وبورتسودان وموريشيوس وترافندروم، وسيتم خلال الأسابيع المقبلة تشغيل الرحلات المباشرة والمنتظمة إلى بغداد.
وأشار مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية إلى أنه ونتيجة للاستثمار الأمثل للموارد البشرية وأسطول المؤسسة، سُجلت أرقام قياسية خلال الأشهر الماضية من العام الحالي حيث تم خلال الربع الثالث من هذا العام نقل قرابة 9 ملايين ضيف بنمو تبلغ نسبته 14% مقارنةً بنفس الفترة من العام الـماضي، كما تم خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2017م تشغيل أكثر من 156 ألف رحلة نقلت على متنها أكثر من 24.5 مليون ضيف، وقد شهد شهر أغسطس الماضي تحقيق أرقامٍ قياسية وغير مسبوقة في تاريخ “السعودية” حيث تم نقل 3.12 مليون ضيف بنسبة نُمو 16% وبمعدّل يومي يتجاوز (100) ألف ضيف وتسيير (18) ألف رحلة تقريبا بمعدل يومي 600 رحلة.
كما أوضح أن “السعودية” أطلقت هذا العام برنامجًا لتطوير الخدمة الشاملة في كافة مواقع الخدمة شمل البنية التقنية وتطبيقات الأجهزة الذكية ومكاتب المبيعات الداخلية والدولية وصالات الفرسان الداخلية، إلى جانب إكمال المؤسسة عقد منتجاتها المتنوعة المناسبة لكافة شرائح الضيوف بتدشين الرحلات المنتظمة لذراع الطيران الاقتصادي للمؤسسة طيران “أديل” لتنضم لشقيقتها “السعودية” بمنتجاتها الخاصة ودرجات السفر المتنوعة، إضافة إلى طيران السعودية الخاص، وطيران البيرق بخدماته المميزة، مؤكدًا في نفس الوقت أن المجال لا يتسع لاستعراض كل ما تم تحقيقه من إنجازات الذي تم بعد توفيق الله، بدعم رئيس مجلس الإدارة الدكتور غسان الشبل وبجهود أبناء “السعودية” المخلصين على مختلف مستوياتهم الوظيفية ومواقعهم.
وأشار المهندس صالح الجاسر إلى أن “السعودية” حصلت على العديد من الجوائز الدولية ومنها جائزة شركة الطيران الأكثر تحسنًا في العالم من “سكاي تراكس” المتخصصة في تقييم أداء شركات الطيران وتصنيف خدماتها ضمن فعاليات معرض باريس الدولي للطيران، وجائزة أفضل شركة طيران على مستوى الشرق الأوسط في مجال الترفيه اللاسلكي عبر الأجهزة الشخصية للضيوف، في معرض الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح مقصورة الطائرات 2017م الذي أقيم في مدينة دبي، وجائزة التميز في “خدمات الطعام على الطائرة” لمنطقة الشرق الأوسط للعام الثاني على التوالي خلال معرض هامبورج للمقصورة الداخلية للطائرات، وجائزة أفضل تصميم لبدلة النوم الخاصة بالدرجة الأولى وجائزة الحقيبة النسائية لمستلزمات السفر وجائزة التميز في حقيبة الترفيه الجوي للأطفال التي تقدمها مؤسسة تيلي ويج الكندية المتخصصة في تقييم منتجات الترفيه الخاصة بالأطفال على مستوى العالم، كما حصلت شركة الخطوط السعودية للتموين على المستوى البلاتيني في توطين الوظائف كأعلى مستوى لتوطين الوظائف بالمملكة وِفق تقييم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إلى جانب حصول شركة الخطوط السعودية للشحن الجوي على جائزة أفضل ناقل دولي في أفريقيا في الحفل الذي أقيم خلال فعاليات المعرض الدولي للشحن الجوي بجنوب أفريقيا، كما فازت الشركة بجائزة التميز في صناعة الشحن الجوي في أوروبا لعام 2017م على هامش مشاركتها في معرض الشحن الدولي بميونخ، كما حصلت على جائزة “أفضل شركة طيران للعام” خلال توزيع جوائز “أفييشن بيزنس” لعام 2017م في مدينة دبي الأسبوع الماضي.
ثم القى رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية كلمة سلط الضوء فيها على اهتمام القيادة الرشيدة بقطاع الطيران والنقل الجوي، مشيرًا إلى أنها وضعته ضمن القطاعات الرئيسية المستهدفة بالتطوير في برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة ومستقبل مزدهر للوطن وأبنائه لما لهذا القطاع من أهمية وارتباط بالخطط التنموية للدولة وبقطاع الحج والعمرة الذي يُعد من أهم القطاعات المستهدفة بالتطوير في برنامج التحول الوطني، مضيفًا أنه وانطلاقاً من دورها الوطني، تعمل الخطوط السعودية على تسخير كافة مواردها البشرية والآلية لخدمة الوطن وضيوف الرحمن وتنفيذ خططها التطويرية عبر برنامج التحول والخطة الاستراتيجية 2020 التي تهدف إلى تحقيق نقلة كبيرة ونوعية في أداء المؤسسة وشركاتها من خلال الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية والأسطول ونمو ورفع الكفاءة التشغيلية وتطوير المنتجات والخدمات.
واختتم الدكتور الشبل كلمته بقوله: “لا شك أن ما تحقق من نجاح وتميز في أداء المؤسسة وشركاتها سواء في موسم الحج أو خلال الأشهر التسعة الماضية من عام 2017م من حيث أعداد الضيوف والرحلات والسعة المقعدية وبرنامج تحديث وتنمية الأسطول وتطوير المنتجات والخدمات والجوائز التي حصلت عليها “السعودية” مؤخرًا كل ذلك يمثل مصدر فخر واعتزاز لنا جميعًا ويستحق الشكر والثناء ويجب أن يكون حافزًا لمضاعفة الجهود والعطاء، فللجميع الشكر والتقدير على كل الجهود المخلصة وما تم تحقيقه من نجاح مميز في الحج والأداء التشغيلي منذ بداية العام”.
بعد ذلك تم تكريم الموظفين المتميزين من منسوبي الخطوط السعودية.