يطرح فتح التحقيق مع القطري ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جرمان، علامات استفهام حول انعكاسه على نادي العاصمة الفرنسية. فهل يؤثر فتح التحقيق مع رجل الأعمال القطري بصفته رئيسا تنفيذيا لمجموعة “بي إن” على صورة النادي الباريسي؟
أعلن القضاء السويسري الخميس فتح تحقيق جنائي بحق ناصر الخليفي والأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم )فيفا (جيروم فالك، للاشتباه بوجود فساد في بيع حقوق نقل مباريات كأس العالم. كما كشف متحدث باسم الاتحاد الجمعة، أن الفيفا فتح تحقيقا أيضا بحق الخليفي، ودائما بصفته الإعلامية وليس الكروية فهل يؤثر هذا على نادي باريس سان جرمان؟
ثقة النادي
أما النادي نفسه، فهو موضع تحقيق منفصل من الاتحاد الأوروبي للعبة الكرةلكشف ما إذا كان قد خرق قواعداللعب المالي النظيف، وذلك في أعقاب نشاطه في سوق الانتقالات.
إلا أن سان جرمان يبدو مطمئنا، إذ أكد مصدر مقرب من النادي لوكالة الأنباء الفرنسية أن التحقيق السويسري “ليس له أي تأثير“. وأضاف “إنه تحقيق لا يزال جاريا، ناصر الخليفي ورد اسمه في بيان مكتب المدعي العام السويسري كرئيس لـ”بي إن ميديا.” لا ارتباط لذلك بباريس سان جرمان، لذلك ليس هناك أي ذعر لدى الرعاة أو لدينا“.
ويجد النادي الباريسي نفسه حاليا في مرحلة يتعين عليه خلالها الحفاظ على صورته بأفضل شكل ممكن، لاسيما أنه يسعى إلى زيادة إيراداته وتحقيق التوازن في ميزانيته بعد التعاقدات القياسية مع نيمار وكيليان مبابي هذا الصيفالتي بلغت قيمتها أكثر من 400 مليون يورو، لتفادي عقوبة من الاتحاد الأوروبي في إطار اللعب المالي النظيف. وستكون عقود الرعاية أفضل وسيلة لزيادة هذه العائدات.
“رشوة وتزوير”
في ملف التحقيق السويسري شبهات بالرشوة والتزوير تطال الخليفي وفالك لضمان نيل حقوق البث التلفزيوني لمباريات كأس العالم. وفي تفاصيل جديدة في القضية، أعلنت الشرطة الإيطالية الجمعة تفتيش ومصادرة فيلا في سردينيا وضعها الخليفي بتصرف فالك.
إلا أن محامي فالك ستيفان سيكالدي شدد على أن موكله “دفع إيجار الفيلا بنفسه .”أما مصادر مقربة من الخليفي، فأوضحت الجمعة أن “الحقوق التلفزيونية موضع التحقيق لا ترتبط سوى بمنطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي ، حيث لا تواجه مجموعة “بي إن” أي منافسة. لماذا سيعمد ناصر الخليفي إلى إفساد” معنيين بالمسألة “ في غياب أي منافسين؟“ .
وأشارت إلى أن “المبالغ التي دفعت إلى الفيفا من أجل الحقوق التلفزيونية كانت مرتفعة جدا، وأكثر مما كان الاتحاد يأمل به“، وأن فالك “لم يكن صاحب القرار، وكل ذلككان يخضع لمصادقة من الفيفا“.
هل يساند “الرعاة” النادي؟
ويرى خبير الاقتصاد الرياضي في شركة “وايفستون” فنسان شوديل في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن “المسألة في حد ذاتها ليست خبرا سارا أبدا بالنسبة إلى الشركات التي ترتبط بشخص متورط في قضية ولكن، مثلما كانت حال أولي هونيس، رئيس بايرن ميونيخ الألماني، الذي عانى من مشكلة شخصية مع مصلحة الضرائب، المشكلة الحاليةليست مرتبطة بنشاط النادي، وبالتالي لا يؤثر ذلك على قيمته“.
ويأمل سان جرمان الذي حقق عائدات بلغت 520,9 مليون يورو في السنة المالية 2015-2016بحسب شركة“ديلويت“، في زيادة إيراداته بنسبة تتراوح بين 20 و40 بالمئة على المدى القصير والمتوسط لتفادي عقوبة الاتحاد الأوروبي، لا سيما من خلال الرعاية.
ولكن هل تقوم شركتا “نايكي“ الأمريكية و”طيران الإمارات“، وهما أبرز شريكين للنادي، باستغلال الوضع للتفاوض في موضع قوة على إمكانية إعادة تقييم العقود؟
ويرى شوديل أن نجم برشلونة الأرجنتيني “ليونيل ميسي المرتبط بعقد مع أديداسلن يتحول إلى نايكي على المدى القصير والبرتغاليكريستيانو رونالدو لن يترك ريال مدريد الذي ترعاه أديداس على المدى القصير، وبالتالي فإن أفضل خيار لشركة التجهيزات الرياضية الأميركية في السنوات المقبلة هو فوز “نيمار بالكرة الذهبية مع فريق نايكي، أي باريس سان جرمان.نايكي، يهمها رفع سعر عقدها“.
أما في ما يخص شركة “طيران الإمارات”، فقد قال خبير الاقتصاد الرياضي بأنهم في “طيران الإمارات في وضع يعرفون فيه أن رعاية قميص باريس سان جرمان اليوم تستوجب أكثر من 25 مليون يورو سنويا بالقيمة الأصلية. ومن الآن فصاعدا، نحن نتحدث عن فريق مرشح للفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا، وهذه الأندية اليوم تبيع رعاية قمصانهابين 50 و80مليون يورو“.