
تُواصِل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” بوصفها الجهة المختصة في المملكة بالبيانات والذكاء الاصطناعي والمرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل، وصاحبة الاختصاص الأصيل في كل ما يتعلق بالتشغيل والابتكار في قطاعات البيانات والذكاء الاصطناعي؛ استمرار جهودها نحو حوكمة البيانات وتحقيق الأثر الاقتصادي المأمول من خلال إتاحة وتمكين البيانات المفتوحة في المملكة وتطوير الأدوات التنظيمية كالسياسات والإجراءات التي تضمن الاستفادة المُثلى من البيانات وتعزيز استخدامها في مختلف المجالات.
وعملت “سدايا” على العديد من المبادرات الرئيسة لبناء منظومة بيانات وطنية متكاملة من خلال بنك البيانات الوطني؛ الذي يهدف إلى إدارة وحوكمة البيانات على المستوى الوطني بشمولية وفاعلية عالية.
ويحوي بنك البيانات الوطني مجموعة من منصات البيانات الوطنية المترابطة التي تدعم تحسين جودة البيانات في المملكة وتعزيز مشاركتها بين الجهات والإسهام في بناء اقتصاد رقمي قائم على البيانات، وتضم منصة “بحيرة البيانات الوطنية” التي تعد مستودعًا مركزيًا موثوقًا لحفظ البيانات الوطنية ومعالجتها، وتنقيتها ومشاركتها، أكثر من 60 جهة حكومية مستضافة، وأكثر من 300 نظام حكومي تم دمج بياناتها لتحقيق المستهدفات الوطنية منها.
ومنصة “سوق البيانات” التي تهدف إلى أتمتة كافة عمليات مشاركة البيانات بين الجهات في المملكة، و”معامل تحليل البيانات” حيث تمكِّن هذه المعامل الآمنة المستفيدين من موظفي الجهات الحكومية للوصول إلى البيانات المستضافة في “بحيرة البيانات الوطنية” عبر بيئة رقمية مجهزة بأحدث تقنيات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لاستكشاف تلك البيانات وتحليلها وإصدار التقارير المطلوبة.
ومن المنصات أيضًا منصة “فهرس البيانات الوطني” التي تهدف إلى توثيق كافة البيانات الوصفية الخاصة بأنظمة الجهات الحكومية وتعاريف مؤشرات الأداء الإستراتيجية والتشغيلية الخاصة بها، وتقوم على جمع حقول البيانات في المملكة من مصادرها الصحيحة، بالإضافة إلى السياسات والمعايير الخاصة بالبيانات مفعلة في “منصة حوكمة البيانات الوطني” التي تهدف لتسجيل الجهات المشمولة بنطاق تطبيق نظام حماية البيانات الشخصية؛ بغية رفع مستوى التزام هذه الجهات بأحكام النظام، بالإضافة إلى “منصة البيانات المرجعية” التي تهدف إلى إدارة وحوكمة البيانات المرجعية على مستوى المملكة، ووضع المعايير الفنية الخاصة بها، وربطها بمصدر تلك البيانات؛ لضمان اكتمال ودقة واتساق البيانات المتوفرة لدى الجهات الحكومية على المستوى الوطني.
وتؤكد “سدايا” عزمها والتزامها بتعزيز إتاحة البيانات وتوظيفها بالشكل الأمثل من خلال “منصة البيانات المفتوحة” https://open.data.gov.sa/ar/home ، وتعزيز مشاركة وتمكين الجهات العامة من إتاحة بياناتها عليها، مع ضمان الامتثال للأنظمة والمعايير التي تحافظ على جودة وأمان البيانات بمستويات عالية، كما تسهم “منصة البيانات المفتوحة” في رفع مستوى الشفافية من خلال تمكين الأفراد من الاطلاع على البيانات التي ترفعها الجهات العامة وذلك بما يعزز من الشفافية والثقة، إضافة إلى دورها في تحفيز الابتكار ودعم النمو الاقتصادي اعتمادًا على بيانات المنشورة كقيمة إضافية للمطورين ورواد الأعمال في الشركات الناشئة، ما يمكِّن توظيفها في تطوير التطبيقات والحلول الذكية في مجالات عديدة، مثل: التعليم، والصحة، والنقل، والطاقة، وغيرها.
كما توفر البيانات المفتوحة التي تتيحها المنصة، فرصًا واسعة لدعم البحث العلمي، وتتيح للباحثين إمكانية الوصول إلى مجموعات بيانات ضخمة تسهم في تسريع الاكتشافات العلمية، وتعزيز التعاون البحثي على المستويين المحلي والدولي، فضلًا عن دورها في نشر المعرفة العلمية وتحقيق الاستفادة القصوى من البيانات المتاحة علميًا.
وتُعد “منصة البيانات المفتوحة” إحدى المبادرات الرئيسة ضمن إستراتيجية البيانات المفتوحة على المستوى الوطني ممكنة من الجهات الحكومية ومتاحة للاستفادة منها في التطبيقات الابتكارية والمشاريع البحثية وفق تراخيص محددة دون مقابل مادي. وتضم المنصة حتى اليوم أكثر من 10.000 مجموعة بيانات متاحة للمستخدمين، وتسهم كذلك في إنشاء قاعدة بيانات عامة تخدم مختلف القطاعات وتعزز مبدأ الشفافية في إتاحة البيانات الحكومية وتدعم البحث والابتكار والنمو الاقتصادي.
وتمر البيانات المفتوحة بعدة مراحل لضمان كفاءتها واستدامتها، بدءًا من التخطيط للبيانات المفتوحة، مرورًا بتحديد البيانات المناسبة للنشر، ثم نشرها وفق معايير محددة، وتحديثها بشكل دوري، إضافة إلى متابعة أدائها لضمان جودتها واستمراريتها، وتعمل “سدايا” على تعزيز الوعي بسياسات البيانات المفتوحة وتطوير أطرها التنظيمية ليسهم ذلك في تحقيق الاستفادة القصوى من البيانات على مختلف الأصعدة.
وتواصل “سدايا” متابعة جهودها لتمكين وحوكمة منظومة البيانات وتعظيم الأثر الاقتصادي لها في المملكة، حيث أعدّت المؤشر الوطني للبيانات (نضيء)؛ دعمًا لممارسات إدارة البيانات وحوكمتها وحماية البيانات الشخصية في الجهات الحكومية من خلال قياس التزامها بالضوابط والمواصفات ونضجها في تطبيقها، كذلك قياس مدى تقدم عملياتها تشغيليا على المستوى الوطني، بما يليق بمكانة وترتيب المملكة في المؤشرات العالمية.
وضمن جهود “سدايا” لرفع الوعي بمجالات إدارة البيانات وحوكمتها وبناء القدرات البشرية؛ ولتعزيز إسهامات أبناء الوطن في الارتقاء بالمملكة إلى مصاف الدول الرائدة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات أطلقت “سدايا” مبادرة “داتاثون البيانات المفتوحة” التي تهدف إلى تطوير المواهب والمهارات في مجالات علوم البيانات في المملكة، وتعزيز الابتكار من خلال تشجيع المشاركين؛ لإيجاد حلول لتحديات واقعية باستخدام البيانات المفتوحة.