يُعد الأمن الفكري إحدى الركائز الأساسية لكيان الأمة، فتقدم الأمم وبقاء حضارتها يقاس بعقول أبنائها وأفكارهم، وهو الركيزة الأساسية للمحافظة على الأمن الوطني بشكل عام و من الضروريات الهامة لحماية دين الأمة وعقيدتها فلا أمن وطني بلا أمن فكري، فإن اختل الأمن الفكري فلا بد من أن تختل منظومة الأمن بصورتها الشاملة.
ويشير الأمن الفكري بمفهومه الشامل إلى " مجموعة من الإجراءات والسياسات التي تهدف إلى حماية المجتمع والفرد من التهديدات الفكرية والتأثيرات الضارة على المستوى الفكري".
ومن جوانب الأمن الفكري بمفهومه الشامل : التوعية والتثقيف: حيث يتطلب الأمر توفير معلومات صحيحة للناس، وتعزيز القدرة على التفكير النقدي والتحليلي، والتمييز بين الحقائق والأخبار المضللة والأفكار المتطرفة، الحوار: حيث يُعد من أرقى أدوات بناء الأمن الفكري وتعزيزه، خصوصا إذا كان الحوار مفتوح ومتسامح بين الأفراد والمجتمعات، ويهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل والتعاون والتعايش السلمي وبناء الجسور بين الثقافات والمعتقدات المختلفة، التدريب والتأهيل: ينبغي تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للتعامل مع التحديات الفكرية الحديثة من خلال التدريب والتعليم المناسبين، بما يحسن من قدراتهم علي القيام بدورهم في قراءة الوسائط الاجتماعية بشكل نقدي وتحليلي مع الأفكار المتطرفة، السياسات العامة والتشريعات: حيث يتطلب الأمر وضع سياسات وتشريعات فعالة للوقاية والتصدي للتطرف ، وتطبيق القوانين بشكل عادل ومنصف، مع ضمان حقوق الحرية الفردية وحرية التعبير، الشراكات والتعاون: يجب تعزيز التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والدوائر الدينية والثقافية ووسائل الإعلام لمكافحة التطرف الفكري وتعزيز الأمن الفكري.
إن قضية الأمن الفكري من القضايا الأساسية التي تلامس المجتمع والذي بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة سعت جاهدة في جميع أجهزتها لتحقيقه وترسيخه بين أفراد المجتمع السعودي، وذلك من خلال تنفيذ العديد من السياسات والجهود والإجراءات التي تحقق الأمن الفكري وأخذ الأسباب الواقية من وقوع أي خلل فكري قبل أن يقع، و توفير العلاج المناسب للخلل الفكري بعد وقوعه.
كما إن من أولوية رؤية2030 الاهتمام بالأمن الفكري ،وذلك من خلال تعميق الرابط الفكري والثقافي بين الشعب السعودي والشعوب المختلفة والذي يقوم على اساس من الدين الإسلامي كما اشاد لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- بقوله " إن أنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة نحن نثق ونعرف أن الله سبحانه حبانا وطناً مباركاً هو أثمن من البترول، ففيه الحرمين الشريفين، أطهر بقاع الأرض وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول " وفي هذا تأكيد للهوية الإسلامية، وتعزيز الوسطية، وترسيخ مفاهيم الاعتدال والتعايش والأمن المجتمعي.
وبالطبع يتعرض الأمن الفكري للعديد من المهددات التي تستلزم رفع مستوى الحصانة الفكرية والنفسية للإنسان وتدريبه على القدرة للتصدي للضغوطات الحياتية التي تُساعدنا بشكل كبير في حماية أمننا الفكري، فالقوة البشرية هي القوة الأهم التي يمتلكها أي مجتمع.
لذا ينبغي تفعيل الدور البحثي والتطبيقي لتعزيز الأمن الفكري وإعداد برامج ومواد ثقافية ترسخ الهوية الإسلامية وتساعد على التحرر من التأثيرات الثقافية غير المرغوبة.
وفي الختام نسأل الله أن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها، وأن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- التي لا تألو جهداً لبذل الغالي والنفيس لخدمة الدين والوطن.
- 19/11/2024 خادم الحرمين الشريفين يرأس جلسة مجلس الوزراء .. ويصدر عددًا من القرارات
- 19/11/2024 نائب أمير مكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين
- 19/11/2024 نيابةً عن سمو ولي العهد.. سمو وزير الخارجية يرأس وفد المملكة المشارك في الجلسة الثانية لقمة مجموعة العشرين
- 18/11/2024 برعاية أمير منطقة مكة المكرمة.. تدشين التجمع الغذائي بجدة الأحد المقبل
- 18/11/2024 “التعليم”: إلغاء ارتباط الرخصة المهنية بالعلاوة السنوية واستمرار الحصول عليها عنـد التوظيف أو التعاقد الجديـد
- 17/11/2024 وزارة الخارجية تعرب عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدافها الممنهج لوكالة “الأونروا”
- 17/11/2024 نائب أمير مكة يستقبل المندوب الدائم لتركيا لدى منظمة التعاون الإسلامي
- 17/11/2024 أمير منطقة الرياض يفتتح غدًا منتدى الرياض الاقتصادي في دورته الـ 11
- 17/11/2024 سمو وزير الخارجية يصل إلى البرازيل لترؤس وفد المملكة المشارك في قمة دول مجموعة العشرين
- 14/11/2024 التعادل السلبي يخيم على مواجهة المنتخب السعودي ونظيره الاسترالي ضمن تصفيات كأس العالم 2026
بقلم: د. نورة حمود المطيري
الأمن الفكري
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/400304.html