تفقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، اليوم (الأحد) عددًا من المواقع في المشاعر المقدسة للتأكد من جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن خلال موسم حج 1445هـ، ورافق سموه في الجولة معالي مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي، وعدد من أصحاب المعالي والقيادات العاملة في الحج.
وبدأ الأمير سعود بن مشعل زيارته بالوقوف على جاهزية قطار المشاعر لنقل ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة خلال موسم الحج الحالي، حيث اطّلع على أعمال مركز التشغيل والتحكم للقطار، وجاهزيته لتشغيل القطارات والمحطات، وعلى الشاشات التفاعلية التي تحوي معلومات عن التشغيل التجريبي وإدارة الحشود، وتستهدف خطة حج هذا العام نقل أكثر من مليوني راكب من خلال أكثر من 2000 رحلة خلال أيام التشغيل الفعلي (7 أيام)، ابتداءً من اليوم السابع من شهر ذي الحجة.
واستقل سموه قطار المشاعر من مركز التشغيل والتحكم إلى محطة (عرفات 1)، واطلع على جاهزية المحطة لاستقبال ضيوف الرحمن والخدمات المقدمة بها.
وبدأ تشغيل قطار المشاعر المقدسة في عام 2010، ويعمل على خط حديدي يبلغ طوله 18 كيلومتراً ينطلق من منطقة تخزين القطارات ليعبر 9 محطات، 3 في مشعر عرفات و3 في مشعر مزدلفة و3 في مشعر منى، وتبلغ سرعة القطار 80 كيلو متراً في الساعة ويستطيع قطع المسافة بين منى وعرفات خلال قرابة 20 دقيقة.
ويتكون أسطول قطار المشاعر المقدسة من 17 قطاراً، تبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد 3000 راكب في حين أن سعة القطار المقعدية تبلغ 20٪ من مجموع ركابه، لتبلغ بذلك طاقة قطار المشاعر المقدسة الاستيعابية 72 ألف راكبًا في الساعة الواحدة، ويسهم في نقل ما يزيد عن 350 ألف حاج في حركته لنقل الحجاج بين مختلف المشاعر المقدسة.
واستمع سموه لشرح عن دور قوات أمن المنشآت في محطات قطار المشاعر وجهودها في تنظيم حركة المشاة وإدارة الحشود في المحطات، وذلك لمنع الازدحام وتنظيم الكثافة البشرية، كما تتم متابعة حركة المشاة من خلال غرفة التحكم لضمان سلامة الحجاج الداخلين لمحطات قطار المشاعر.
وزار سموه مستشفى شرق عرفات واطّلع على سير العمل في عددٍ من أقسام المستشفى (الطوارئ، غرف العزل، العيادات، العناية المركزة، العمليات، وضربات الحرارة) ويبلغ إجمالي سعته السريرية 405 أسرة.
كما زار سموه مشروع مخيمات عرفات المطورة ذات الدورين، والذي تم تنفيذه من قبل شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية بإشراف شركة “كدانة للتنمية والتطوير” المطور الرئيسي للمشاعر المقدسة، وتهدف التجربة إلى إثراء خدمة الحاج بتوفير كافة الخدمات الأساسية التى يحتاجها لأداء مناسكه مع الاستغلال الأمثل للمساحات في المشاعر المقدسة، وتجويد الخدمة وإضافة حزم جديدة من الخدمات المبتكرة التي تهدف لزيادة راحة الحجيج، إضافة إلى رفع الطاقة الاستيعابية في المشاعر.
وأنشأت المخيمات من هيكل معدني مقام على قاعدة خرسانية مساحتها (800) متر مربع، فيما تبلغ مساحة التسكين الصافية لكل دور (600) متر مربع، تتسع لتسكين ما يقارب (375) حاجاً، ليكون إجمالي عدد الحجاج في الدورين ما يقارب الـ (700) حاج، كما تتوفر فيها معايير السلامة حيث جهزت بأسقف جبسية وحوائط وأرضيات من مواد مضادة للحريق، وتوفير شبكة إطفاء حريق ومستشعرات الدخان وأبواب الطوارئ.
ووقف سموه على المرحلة الأولى لمشروع (المسار) بمشعر مزدلفة، والواقع على مساحة 70 ألف م2، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 60 ألف حاج، فيما تبلغ المساحات الخضراء 10 آلاف م2، ويتميز المشروع بتخفيف درجة حرارة أرضيات المشاة، تبريد المناخ ، أنسنة منطقة مسجد المشعر الحرام، تحسين المشهد البصري، استخدام منتجات صديقة للبيئة، واستدامة المشروع طوال العام، كما يضم المشروع مسارات مشاة مهيئة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مسار عربات القولف، مناطق خدمات، وأكشاك تجارية.
بعد ذلك زار نائب أمير منطقة مكة المستشفى الميداني المتنقل بمزدلفة التابع لوزارة الدفاع والذي يحوي 50 سريرًا يقدم من خلالها الخدمة الطبية اللازمة لحجاج بيت الله الحرام ويشمل أقسام (التنويم، العزل ،ضربات الحرارة، العناية الحرجة، الطوارئ، غرفة عمليات وإفاقة، الأشعة ، المختبر، والتعقيم).
واستمع سموه لشرح عن جاهزية المستشفيات الميدانية التابعة لوزارة الدفاع في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج الحالي، منها (مستشفى القوات المسلحة، والمستشفى الميداني، ومركزين اسعافيين) بمشعر منى، و(المستشفى الميداني الأول والثاني، ومركزي ضربات الشمس والإسعافي) بمشعر عرفات، و (المستشفى الميداني بمشعر مزدلفة)، إضافة إلى مركز الطوارئ بدقم الوبر، ومستوصف قوة الإسناد الإداري بالمغمس، وعيادة معسكر قوة الواجب بكدي، ويبلغ إجمالي سعة المستشفيات والمراكز السريرية 688 سريرًا.
وفي ختام الجولة، رأس الأمير سعود بن مشعل اجتماعًا بحضور معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحه، ومعالي محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية الدكتور محمد التميمي وعدد من قيادات منظومة الاقتصاد الرقمي.
واطلع سموه على استعدادات المنظومة لموسم حج هذا العام، ونمو مؤشرات قطاع الاتصالات والتقنية، وجاهزية كافة الخطط ومتانة الشبكات في المشاعر المقدسة بالتكامل مع جهات القطاع العام والخاص واللجان المشرفة على موسم الحج.
وتضمنت الخطة رفع عدد أبراج الجيل الخامس في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لتصل إلى أكثر من 6200 برج منها 520 برجًا في المشاعر المقدسة وحدها بزيادة قدرها (71%)، وزيادة عدد الأبراج التي تخدم منطقة الحرم المكي لتصل إلى 150 برجًا بزيادة (15%) عن العام السابق.
كما نجحت منظومة الاقتصاد الرقمي في زيادة عدد نقاط الواي فاي العامة لتصل إلى 10.5 آلاف نقطة ما بين مدينتي مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، كما تم حشد أكثر من 2300 من القوة التقنية البشرية هذا العام لخدمة حجاج بيت الله الحرام خلال حج هذا العام.
وتطويراً للبنية التحتية الرقمية في الحرم المكي، تظافرت جهود القطاعين العام والخاص لاستكمال نموذج المستضيف المحايد الذي يقدم حلولاً رقمية مبتكرة ومستدامة لكافة الجهات الخدمية، حيث تم تعزيز شبكة الجيل الخامس ليشمل الدور الأرضي من مبنى التوسعة السعودية الثالثة، بالإضافة إلى توسعة الملك فهد “القبو”، وكذلك بئر زمزم، لتصل نسبة التحسن في سرعات الإنترنت لزيادة نوعية بلغت أكثر من (380%) في الدور الأرضي 1435 ميجابت/ث، و(780%) في القبو 274 ميجابت/ث، لتقديم تجربة فريدة لحجاج بيت الله الحرام.