أشار بحث جديد أجرته جامعة أوبسالا في السويد إلى أن عدم كفاية النوم (أقل من ست ساعات في الليلة) قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بغض النظر عن العادات الغذائية.
ويتميز مرض السكري من النوع الثاني، وهو حالة مزمنة منتشرة تؤثر على واحد من كل عشرة أفراد تقريبًا، بأن خلايا الجسم تصبح مقاومة للأنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وفي حين أن عوامل الخطر لمرض السكري من النوع 2 تشمل تقليديا السمنة، وقلة النشاط البدني، والاستعداد الوراثي، فإن هذا البحث يضيف عدم كفاية النوم إلى قائمة المساهمين المحتملين.
اعتمد البحث على قاعدة بيانات طبية حيوية تبحث في التفاعل بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية في تطور المرض، من خلال تحليل معلومات نحو 250 ألف مشارك.
وتم تصنيف المشاركين إلى أربع مجموعات نوم بناءً على مدة نومهم ليلاً: الأشخاص الذين ينامون بشكل طبيعي (7-8 ساعات في الليلة)، والذين ينامون لفترات قصيرة (6 ساعات في الليلة)، والذين ينامون لفترة قصيرة بشكل معتدل (5 ساعات في الليلة)، والذين ينامون لفترات قصيرة جدًا (3-4 ساعات في الليلة).
وعلى مدار ما يقرب من 12 عامًا، خضع المشاركون لفحوصات المتابعة، تم خلالها تشخيص إصابة 3.2% تقريبًا بمرض السكري من النوع الثاني.
وكشف البحث عن وجود ارتباط كبير بين قلة النوم وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. الجدير بالذكر أن هذا الارتباط استمر حتى بين الأفراد الذين يلتزمون بنظام غذائي صحي.
وأكد الباحثون أهمية إعطاء الأولوية للنوم إلى جانب النظام الغذائي وممارسة الرياضة لتحقيق النتائج الصحية المثلى؛ ففي حين أن الآليات الدقيقة التي تربط عدم كفاية النوم بمخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لا تزال بحاجة إلى توضيح كامل، فإن هذه النتائج تؤكد الحاجة إلى مزيد من التحقيق في تأثير مدة النوم على الصحة الأيضية.
وتسلط الطبيعة الرصدية للبحث الضوء على ضرورة إجراء أبحاث إضافية لتأكيد هذه النتائج والتوسع فيها، ومع ذلك، فإن الآثار المترتبة واضحة: عدم كفاية النوم قد يشكل عامل خطر كبير لمرض السكري من النوع 2، ما يعزز أهمية معالجة عادات النوم كجزء من استراتيجيات الإدارة الصحية الشاملة.