إن الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بنعم وأفضال لا تقدر بثمن، وليس أمامنا إلا حمد وشكر المنعم على ما من به علينا، وهذا الفضل يرفع سقف الآمال لدينا بشكل كبير، ويجعل حسن الظن بربنا فوق الخيال لأنه جل في علاه ما أنعم علينا بهذه النعم وهو يريد عذاب من استقام منا على الصراط المستقيم.
قال تعالى ﴿وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ﴾ فقد خلقنا الله مسلمين، وتربينا وترعرعنا في دار الإسلام ومهبط الرسالة بجوار المقدسات، ثم جعلنا من أهل اللغة العربية لغة القرآن، ولغة أهل الجنة، وجعلنا من أهل مكارم الأخلاق الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم لإتمامها، فقد جاء في الحديث النبوي الشريف (إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ).
وهذا يجعل المسؤولية علينا كبيرة والأمانة عظيمة في أن نجد ونجتهد في أداء المسؤولية والأمانة، والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأداء شعائر الإسلام السمحة على الوجه المطلوب وبقدر الاستطاعة، لأنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، أَعُلِمَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَن أَهْلِ النَّارِ؟ قالَ: فَقالَ: نَعَمْ، قالَ قيلَ: فَفِيمَ يَعْمَلُ العَامِلُونَ؟ قالَ: كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له.
ولاشك أن حسن الظن بربنا وأملنا في رحمته كبير. قال تعالى:
﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾.
﴿ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ﴾.
ولا شك أن المتأمل في هذه النعم إذا وفقه الله سيستشعر عظم الأمانة وحجم النعم، وما فضلنا الله به على كثير من خلقه، وسيؤثر ذالك على سلوكه في الحياة وعلاقته مع خالقه.
أسال الله لي ولكم التوفيق والسداد في القول والعمل، وأن يوفقنا لحسن عبادته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وهو الهادي إلى سواء السبيل.