احرز منتخب المانيا بطل العالم لقب كأس القارات لكرة القدم للمرة الاولى في تاريخه بفوزه على نظيره التشيلي بطل اميركا الجنوبية 1-صفر الاحد في المباراة النهائية في سان بطرسبورغ بروسيا. وسجل لارس شتيندل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 20. وكانت البرتغال بطلة اوروبا حلت ثالثة بفوزها على المكسيك بطلة الكونكاكاف 2-1 بعد التمديد اليوم ايضا في روسيا.
واعادت المانيا اللقب الى اوروبا للمرة الاولى منذ ان احرزته فرنسا عام 2003، اذ احتكرت البرازيل الالقاب الثلاثة الماضية اعوام 2005 و2009 و2013.
وكانت افضل نتائج المانيا حلولها بالمركز الثالث خلف البرازيل والارجنتين في البطولة التي استضافتها في 2005. وشاركت المانيا باشراف المدرب يواكيم لوف في البطولة بجيل جديد من اللاعبين لاعدادهم لكأس العالم في روسيا في 2018، فاعتمد على تشكيلة رديفة لا تضم سوى ثلاثة لاعبين من الذين توجوا باللقب العالمي هم شكودران مصطفي وماتياس غينتر ويوليان دراكسلر. وضمت التشكيلة سبعة لاعبين لم يخوضوا أي مباراة دولية بعدما فضل لوف إراحة لاعبين من طينة مسعود اوزيل وتوماس مولر وجيروم بواتنغ وماتس هوملز وطوني كروس.
وبلغ معدل أعمار لاعبي المانيا في البطولة 24 عاما وأربعة أشهر، ونال دراكسلر، مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي، لقب افضل لاعب في البطولة وتوج زميله تيمو فيرنر بلقب الهداف برصيد 3 اهداف علما بان مواطنيه لارس شتيندل وليون غوريتسكا سجل العدد نفسه من الاهداف.
وفشل منتخب تشيلي في المقابل في احراز لقبه الثالث في ثلاثة اعوام بعدما توج في “كوبا اميركا” في 2015 و2016 على حساب نظيره الارجنتيني بقيادة نجمه ليونيل ميسي، وكان عزاؤه اختيار قائده كلاوديو برافو افضل حارس مرمى في البطولة. وكان المنتخبان الالماني والتشيلي تعادلا 1-1 في دور المجموعات.
وقال دراكسلر قائد منتخب المانيا لمحطة “زد دي اف” الالمانية “قاتلنا بشكل جيد واستحقينا الفوز. كل الالقاب مميزة وخصوصا هذا اللقب لانه لم يسبق للاعبي هذا المنتخب ان لعبوا معا”. وتابع “الان يمكننا الذهاب في عطلة مستحقة بعد احراز الكأس”. من جهته، قال حارس مرمى مانشستر سيتي الانكليزي برافو “لقد تعلمنا الكثير من مشاركتنا في كأس القارات. لم تكن هناك فوارق كثيرة بين المنتخبين.
لقد بذلنا كل شيء لتقديم مباراة كبيرة ونحن تعساء لعدم الفوز بها، ولكن يجب ان نشكر هذا المنتخب”. وتابع “لعبنا ضد منتخب من طراز عالمي ويجب ان نتعلم من اخطائنا وان نكمل على نفس النهج، ففريقنا يمتلك المواهب”. – خطأ دفاعي قاتل – حصل تغيير واحد في تشكيلة المانيا اذ اعاد لوف مدافع ارسنال الانكليزي مصطفى الى التشكيلة بعد ان غاب عن المباراتين السابقتين، في حين ان الارجنتيني-الاسباني خوان انتونيو بيتسي مدرب تشيلي ابقى على نفس العناصر وفي مقدمتهم مهاجدم ارسنال الكسيس سانشيز ولاعب وسط بايرن ميونيخ الالماني ارتورو فيدال وبرافو الذي تألق بصد ثلاث ركلات ترجيح امام البرتغال في نصف النهائي.
وكانت بداية تشيلي قوية بحثا عن تسجيل هدف مبكر الذي كاد يتحقق في الدقيقة الخامسة اثر كرة من فيدال الى سانشيز امام المرمى ابعدها الدفاع، ثم سدد فيدال كرة من بعيد كرة على يمين المرمى مباشرة بعد ثلاث دقائق، واخرى لادواردو فارغاس بين يدي الحارس مارك-اندري تير شتيغن.
وبعد 20 دقيقة من سيطرة تشيلية شبه مطلقة على المجريات، ارتكب المدافع مارسيلو دياز خطأ كبيرا امام منطقته فخسر الكرة لمصلحة مهاجم لايبزيغ فيرنر الذي اقتنصها وتوغل بها داخل المنطقة قبل ان يمررها الى مهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ شتيندل فوضعها في المرمى من دون اي رقابة. وتساوى شتيندل مع فيرنر وغوريتسكا في صدارة ترتيب الهدافين برصيد ثلاثة اهداف لكل منهم. وحاول منتخب تشيلي استعادة السيطرة مجددا لكن من دون فرص خطرة هذه المرة، في حين ان الهدف اعطى الالمان دفعة معنوية في التقدم فكانت لهم بعض المحاولات لتعزيز النتيجة خصوصا في الهجمات المرتدة، منها كرة من منتصف الملعب لسيباستيان رودي الى غوريتسكا في الجهة اليمنى فسددها لامست القائم الايمن لمرمى برافو (36)، واخرى تهيأت امام دراكسلر فسددها من مشارف المنطقة على يمين المرمى مباشرة (41). وكادت المانيا تحسم النتيجة بنسبة كبيرة في اللحظات الاخيرة من الشوط الاول اثر خطأ بتمرير الكرة من غونزالو خارا فخطفها غوريتسكا وسددها من الجهة اليسرى لكن برافو خرج من مرماه وانقذ الموقف في اللحظة المناسبة.
وسنحت فرصة لالمانيا للتسجيل في بداية الشوط الثاني حين انطلق دراكسلر بشكل رائع من الجهة اليسرى وسدد كرة تحولت من قدم احد المدافعين ومرت قريبة من القائم الايسر لمرمى برافو (56). وبحثت تشيلي عن ادراك التعادل فحصلت على فرصتين، الاولى من فارغاس لكن كرته وصلت سهلة الى تير شتيغن (74)، والثانية من فيدال بكرة علت العارضة بقليل بعد دقيقة واحدة. وانبرى سانشيز لتنفيذ ركلة حرة في الدقيقة الخامسة الاخيرة من الوقت الضائع التي احتسبها الحكم الصربي ميلوراد مازيتش فسددها باتقان باتجاه الزاوية اليسرى لكن تير شتيغن ارتمى عليها وابعد الخطر.