قال الأستاذ أسامة القصيبي مدير عام مشروع «مسام» إن اليمن يواجه أزمة كبيرة فيما يتعلق بقضية الألغام، وهو الأمر الذي يستدعي عملاً أكثر جدية وصرامة من قبل المجتمع الدولي،أنه لا توجد أي مؤشرات تلوح في الأفق للحد من هذه المأساة.
وأشار مدير عام مشروع «مسام» إلى حجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها اليمن من خلال إصرار الجماعة الحوثية على استهداف الإنسان اليمني من خلال زراعة الألغام بكافة أشكالها وأحجامها في مختلف المناطق، دون مراعاة لقواعد القانون الدولي الإنساني في هذا الشأن.
كما أضاف “لقد قام مشروع مسام بإزالة أكثر من 400 ألف لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، ويشكل ذلك ألغام مضادة للأفراد وأخرى مضادة للدبابات، يضاف إلى العدد الكبير من الذخائر غير المنفجرة، والعدد الأكبر من العبوات الناسفة.
وذكر القصيبي أن مسام قام حتى الآن بإزالة أكثر من 7800 عبوة ناسفة مثل ألغام الصخور في اليمن، وهذا الرقم لم يسجل في أي مكان آخر في العالم.. وهذا الرقم ضخم جداً”.
جرائم الألغام
وبين القصيبي جوانب عدة من جرائم الألغام وزراعها في اليمن، حيث قال “إنهم يصنعون العبوات الناسفة مثل ألغام الصخور، وتوصلوا أيضاً إلى ألغام كانت في الواقع أفخاخاً، لذا يمكن القول إنهم لا يهاجمون المدنيين فقط، ولكنهم يستهدفون الأفراد الذين سيأتون ويحاولون بالفعل إزالة تلك الألغام.. إنهم يهاجمون الفرق التي تعمل على الأرض.. وهؤلاء هم الهدف الآن، لقد صنعوا الألغام الوثابة، والتي لا تستهدف إلحاق الأضرار فقط، ولكنها تتجاوز ذلك إلى قتل أكبر عدد ممكن من البشر.. واليوم، يمكن القول أن الألغام المضادة للأفراد التي صنعها الحوثيون في اليمن أصبحت فتاكة، وليس الغرض منها إلحاق الأذى فحسب ولكن القتل،وعندما نتحدث عن الألغام الوثابة التي وجدناها على الساحل الغربي، نجدها فتاكة حيث يثب اللغم بزاوية 360 درجة، وهذا يعني أن أي شخص في المنطقة المحيطة به سيُقتل حتماً”.
وبخصوص جوانب مهمة من إنجازات مسام، على الأرض بين القصيبي قائلاً “لقد قمنا بإعادة تدريب وتجهيز الفرق اليمنية التي تمت الاستعانة بها بالفعل من البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، ونحن في الأساس نعمل على توجيه والإشراف على تلك الفرق، فعلى المدى الطويل، اليمنيون هم من سيبقون في اليمن لمواصلة العمل بها”.
مضيفاً “لقد أخذ مشروع «مسام» على عاتقه منذ اليوم الأول العمل فعليًا في المناطق عالية التأثير، وكنا مهتمين بإعادة النازحين إلى قراهم، والمزارعين إلى مزارعهم، والطلاب الى مدارسهم، وتسهيل الوصول الى إمدادات المياه، وتطهير الطرق الصحراوية التي يستخدمها الناس، والمراعي من الألغام.وتلك هي المناطق عالية التأثير، يمكنك إزالة لغم واحد من مزرعة، ولكنك بذلك تكون قد أثرت على مجتمع بأكمله الذي استفاد من إزالة هذا اللغم الواحد”.
وقدم القصيبي تصوره للعمر الافتراضي لأزمة الألغام في اليمن، مشيراً الى أنه “إذا كان لدينا ما يكفي من التمويل والفرق والمعلومات، اعتقد سيستغرق الأمر 10 سنوات أخرى”.
وعلى صعيد متصل، أصدر المركز الإعلامي لمشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن تقريره الشهري، عن شهر يوليو 2023م، حيث بلغ إجمالي ما تم نزعه في إطار مهمته الإنسانية المستمرة في هذا الشهر 2815 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
كما تمكن المشروع خلال شهر يوليو 2023 من نزع 2337 ذخيرة غير منفجرة، و441 لغماً مضاداً للدبابات، بينما بلغ إجمالي المساحة المطهرة خلال نفس الشهر 748.277 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية.
وأشار المركز الإعلامي إلى أن إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل مشروع «مسام» نهاية يونيو 2018 وحتى الآن 408.633 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية، وقد بلغ إجمالي المساحة المطهرة 48.233.366 متراً مربعاً، منذ انطلاق المشروع وحتى اليوم.
وخلال شهر يوليو قام المشروع بإتلاف 4378 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في إطار سعي المشروع الدؤوب لحفظ أرواح الأبرياء من العلب المنفجرة المملكة.
زيارة وتقدير
قام وكيل وزراة الإعلام اليمنية الأستاذ أحمد ربيع ومعه عدد من مديري عموم مكاتب الإعلام في عدة محافظات يمنية محررة ومجموعة من الصحفيين والناشطين الحقوقيين بزيارة لمقر مشروع مسام في محافظة مأرب، وذلك بمناسبة إعلان المملكة العربية السعودية تمديد أعمال المشروع للعام السادس على التوالي.
وقال ربيع إن زيارته لمسام مع كوكبة من الزملاء من مدراء عموم الإعلام في عدد من المحافظات المحررة ومجموعة من الصحفيين ومراسلي القنوات، وهو ترجمة لتقدير الدورالذي يقوم به مسام في سبيل إنقاذ حياة اليمنيين من الألغام، مضيفاً “نستطيع أن نقول إن مسام هزم مشروع الحوثي في قتل وإعاقة اليمنيين”.
وقد قدم وكيل وزارة الإعلام رسالة شكر للمملكة العربية السعودية على تمديد مشروع مسام، معرباً أن استمرار عمل المشروع ضرورة حتمية لتجنيب المدنيين من هذا الخطر الكبير الذي يهدد حياتهم، حيث قال “سعدنا بقرار رئيس مجلس القيادة بمنح مشروع مسام وسام الشجاعه وهذا يدل على تقدير القيادة لمشروع مسام، ووزراة الإعلام وجميع منتسبيها مع مشروع مسام في هذا العمل الإنساني من خلال رفع الوعي المجتمعي بخطورة الألغام”.
جهود مثمرة
وفي سياق إنجازات فرق مشروع مسام، يعمل الفريق العاشر “مسام” بجهد كبير لتأمين الحقل الواقع في منطقة جندله، في ثاني حقل للألغام الفردية في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، وقد تمكن هذا الفريق خلال شهرين من العمل المستمر، من تأمين 20% من مساحة الحقل التي تبلغ 120 ألف كيلومتر مربع.
وأكد قائد الفريق العاشر أن الفريق نجح في نزع وتدمير عدد من الألغام الفردية والعبوات الناسفة، وأن الفريق مستمر في العمل الجاد لتأمين المنطقة بالكامل من الألغام الفردية المحظورة دوليا
كما أفاد قائد الفريق 12 مسام، أيضا أن فريقه يعمل بمنطقة الصفراء بمديرية عسيلان، التابعة لمحافظة شبوة، وقد تمكن من تطهير ثلاثة حقول ملغومة، حيث تم تطهير 40 ألف متر مربع من هذه المنطقة.
واعتبر قائد الفريق 12 مسام أن روح الفريق الواحد مناخ إيجابي نجح من خلاله مشروع مسام بكل فرقه في خلق نموذج مشروع إنساني رائد يهضم التحديات ويواجه العقبات بكل إرادة وعزم، ويحقق النتائج الرائدة والواعدة، وهذا ما عود مسام عليه اليمنيين وما يمضي عليه باستمرار.
كما شدد على أن تعاون المدنيين مع مشروع مسام وخاصة رفع وعيهم بمخاطر الألغام والتزامهم بالعلامات التحذيرية والإرشادات التوعوية للمشروع، درع يقيهم من شر الألغام، كما أن إبلاغهم عن أي جسم مشبوه يحميهم الوقوع فريسة لهذه الألغام.