شخص ما تعاني زوجته من مرض السرطان وتحتاج للدواء لتخفيف الألم هذا الزوج لا يملك ثمن الدواء مما اضطره إلى الدخول إلى إحدى الصيدليات وسرقة هذا الدواء وتوفيره لزوجته المريضة؛ ما رأيكم أعزائي القراء بهذا التصرف؟
حقيقة نستطيع أن نفسر هذا التصرف من قبل الزوج من خلال إحدى النظريات النفسية للعالم الأمريكي كولبيرج الذي تناول فيها النمو الإنساني الأخلاقي حيث أشار العالم إلى أن الأخلاق تنمو كما ينمو الجسد؛ تناولت هذه النظرية ما يعرف (بمعضلة هاينز الأخلاقية)، وهو شخص تعرض لموقف مشابهه وهو الصراع بين سلطة القانون والعدالة وسلطة الضمير والمعايير الأخلاقية والاجتماعية؛ فإذا كان العرف والقانون يؤثر بشكل كبير على الفرد كخوفه من إيقاع العقوبة عليه أو أن المعايير الإنسانية والاجتماعية والشعور بالترابط الاجتماعي والدعم بين الأشخاص هي من تؤثر على شخصيته بشكل أكبر ومن هنا ظهر موقف الصراع النفسي الحقيقي فإذا علمنا أن الأخلاق تقف وراء كل عمل إنساني؛ وتنظيم اجتماعي فالنمو الخلقي أو الأخلاقي من أهم مظاهر النمو الاجتماعي عند الأفراد والذي يمكن من خلاله الحكم على مدى سواء شخصياتهم أو انحرافهم كما يعتبر النقص في هذا الجانب السبب الكبير فيما نعانيه اليوم من مشكلات وذلك لأن الكثير من مشكلات المجتمع الراهنة هي في الأصل تعبيرات عن أزمة أخلاقية.
والتفكير الخلقي أو الأخلاقي هو نمط التفكير الذي يتعلق بالتقييم الخلقي للأشياء والأحداث أو الظروف أو الواقع، فالقيمة الخلقية تشير إلى ما يعتقد الفرد أنه صواب, أو ما يعتقد أنه خطأ, أما التفكير الخلقي فيتعلّق بالطريقة التي يصل بها الفرد إلى حكم معين يتعلّق بالصواب أو الخطأ، فقد يعتقد كثير من الناس أن السرقة خطأ وهذه قيمة, ولكن قد يختلفون في طريقة الوصول إلى هذا الحكم؛ فبينما يبني شخص حكمه على أساس طاعة القانون، يبني آخر على أساس مراعاة ضميره، وهناك أفراد يهتمون بالانصياع لمعايير المجتمع، بينما يمكن أن يقدّم آخرون حججًا حول تأثير السرقة على المجتمع, مثل هذه الأسس المختلفة لإصدار الأحكام الخلقية تضمَّن طرقًا مختلفة للتفكير الخلقي. وعليه فأنت وحدك من تستطيع الحكم على واقع مواقف الحياة واتخاذ قرارك بناء على مرجعك الأخلاقي.
________
عضو الجمعية السعودية لعلم النفس