.. تبدّى على قارعةِ الطريق المهايطي ( كُعشان بن المروّس ).. محفّزاً ابناءَهُ على تصوير المشهد .. وتوثيق كرمَهُ المُبتذل .. ونشرَهُ عبر قنوات التواصل الاجتماعي ..( وقْام يعزم من طرْف .. ويصعقْ عشان الناس يسمعونه ).. أهلاً أيُها المارّة ( العزيمه فالكم .. دخيلكم العشا عندي .. مرحبا تراحيب النّاوي .. والله أنها فوزه ماهي روزه )..
.. فلمحتْهُ جارتهم المُحاذيةِ ( الكهله صُنيقه ).. وسمعتْ نداءَهُ المُستغيث بقبولِ كرمِ الضيافةِ .. فقالتْ لَهُ في تهكُّمٍ وازدراء ..( كُبْ الفشار يا الهْمد .. والله يا الفشْل أن عمتك صُبحه ما ماتت إلا من الخصّه .. لحقها جوعن .. لين عقرها مسكينه )..
.. فأحمرّتْ عيناهُ غضباً .. ورفع عقيرة صوتَهُ حنِقاً .. وقطّب جبينَهُ إِمْتِعَاضاً..( وخنفّر عليها قائلاً .. يا كهلة العفاريت .. عزيمتي نبغى بها هرجه بين الناس .. وابغى كهيل القريه يمدحونّي .. وأن ما الطاري الا لي )..
..( وانفلتتْ تعاير فوقْه ) قائلةٌ .. دعْ عنكَ المظهريةِ الجوفاء .. واتركْ الإسراف المُقيت .. وابتعدْ عن هذا السلوك المريض .. وكُنْ بمنأى عن استفزاز مشاعر العُقلاء .. واستثارتْ نفوس من ضاقتْ عليهم السُبل ..” واخفِظ صوت تبذيرُكَ .. فحولُنا أُممٌ تُعاني “..( والله لو تشبع سفانك أنّه أحسن لك .. وأن ما كان يزاودهم إلا – جدتهم علْيّه – وأن ما يشبعْ في بيتك ولا البْساس .. وإني ادري عنك إنك أفقر من فار المسيْد )..
.. فنهرها ( كُعشان ) قائلاً ( الله يخذلك يا كهلة السكون .. والله يا هروجك انها اكبر منك .. وأنك أخسّ الكهيل .. وحرام بالله لو أنك صاحيه كان متّي من زمان .. وأنها حساده جوف قلبك )..
.. عندها ختمتْ حديثها معَهُ ناصحةٌ ألّا يُحيد عن الكرم بصورتهِ الحقيقية .. والّا يقتحم حيّز المباهاة البغيضة .. أو أن يتقوقعْ في عالمِ المفاخرةِ الكريهةِ .. لكي يفوز بالجائزة العظمى .. ويتحلى بالقِيمَةِ المُثْلَى .. لينطبقْ عليه قول الصادق المصدوق ( إنَّ اللهَ كريمٌ يحبُّ الكرم ويحبُّ مَعَالي الأخلاق ويكره سَفَاسِفَهَا ).. وأن يكون بمنأى عن ولائم المصالح والوجاهة والنفاق .. والتي تندرج تحت الحديث الشريف ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الأغْنِيَاءُ ويُتْرَكُ الفُقَرَاءُ ، ومَن تَرَكَ الدَّعْوَةَ فقَدْ عَصَى اللَّهَ ورَسولَه )..