أكّد خبراء مختصون بالشأن التكنولوجي، أنَّ الأمن الإلكتروني بات مصدر قلق متزايد للمؤسسات في العالم، وأنه يأتي في أعلى قائمة أخطار الأعمال، كاشفين أنَّ المؤسسات أنفقت عليه 73.7 بليون دولار العام الماضي، محذرين من تنامي خطر قراصنة الإنترنت، مع ازدياد انتشار التكنولوجيا والرقمنة، ومعلنين عن رصد 40 ألف خادم في منطقة الشرق الأوسط لم يتم إغلاق الثغرات الأمنية فيها حتى الآن، ما يزيد احتمال استخدامها كوسيط لتنفيذ هجمات إلكترونية.
وبيّن الخبراء، خلال فعاليات “المؤتمر والمعرض الدولي الثامن عشر للأمن الصناعي” الذي أقيم في الرياض برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، أنَّ السعودية هي من الدول الأكثر استهدافاً في الشرق الأوسط وأفريقيا من طرف الهجمات الخبيثة”.
وكشف مدير مشاريع شركة “بوز ألن هاملتون” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واين لافليس، أنَّ الخسائر التي نتجت من الهجمة الإلكترونية العالمية “Ransomware” (فايروس الفدية) كانت غير مسبوقة من ناحية الحجم، وقامت بتشفير الملفات على مئات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر.
وشدّد لافليس على أنَّ “الأمن الإلكتروني أصبح مصدر قلق متزايد للمؤسسات في العالم، مشيرًا إلى أنَّ تقرير شركة “سيمانتيك” للتهديدات الأمنية على شبكة الإنترنت، أوضح أنَّ السعودية هي البلد الأكثر استهدافاً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، من طرف الهجمات الخبيثة.
وطالب الشركات بالاستثمار في استراتيجية قوية تخفف التهديدات، ووضع خطط للتعافي من الكوارث والاستمرار في الدعم والنسخ الاحتياطي للنظام لإتاحة التعافي السريع.
ومن جانبه، بيّن رئيس وحدة مكافحة الإرهاب الإلكتروني في منظمة شرطة “السايبربول” الدولية شهاب نجار، أنَّ الهجمات الإلكترونية ستتواصل، مشيراً إلى أنَّ “القطاعات المستهدفة في الفترة المقبلة ستكون البنوك المركزية والمصارف، والمنشآت الحيوية مثل قطاعات الطاقة والنفط والصحة والبرامج النووية”.
وفي شأن خسائر الشركات والمؤسسات السعودية في الهجمة الأخيرة، أكّد أنّه “لا يوجد رقم دقيق حول الخسائر في السعودية، لكن وفقاً للأرقام التي لدينا، هناك أكثر من 30 ألف جهاز خادم مصاب بثغرات أمنية في منطقة الخليج العربي فقط”.
وأضاف “رصدنا 40 ألف خادم في منطقة الشرق الأوسط لم يتم إغلاق الثغرات الأمنية فيها حتى الآن، ما يزيد احتمال استخدامها كوسيط لتنفيذ هجمات إلكترونية ضد جهات أخرى”.
وعن وجود ثغرات أمنية غير المتعارف عليها حالياً في السعودية، قال نجار، إننا رصدنا وجود 678 ألف جهاز “راوتر” متصل بشبكة الإنترنت في السعودية لم يتم تثبيت اسم مستخدم وكلمة سر عليها، ويجب على المستخدمين ضبط إعدادات أجهزة “الراوتر” لديهم، وذلك بتركيب اسم مستخدم وكلمة سر جديدة، ما يمنع من استخدام تلك الأجهزة لتنفيذ هجمات إلكترونية ولحماية الأجهزة من تهديدات الهجمات الإلكترونية الحالية.
وأشار إلى أنَّه “رصدنا 45 ألف موقع إلكتروني مصاب بثغرات أمنية مختلفة، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى استخدام تلك الثغرات لتنفيذ هجمات إلكترونية ضدها في وقت لاحق”.