في مناسبة الاحتفاء باليوم الوطني الثاني والتسعين نستلهم من كفاح الماضي الدروس والعبر ونتأمل حاضر بلادنا المشرق وغدها المزدهر ، فنحمد الله عزّ وجل على مامنّ به علينا من النعم التي تستوجب الشكر ، ونقدر ماتقدمه قيادتنا الرشيدة لرقي هذا البلد الكريم.
قلت لأبنائي : "هذا الوطن لاتشبهه الأمكنة، ولاتختزل طموحه الأزمنة، فهو مهوى أفئدة المسلمين وقبلة العالمين".
حدثتهم عن عظمة ثرى بلادنا التي شهدت انبلاج النور الذي جاء به نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم ليبلغ هذا الدين الآفاق.
قلت لهم : " كثيرة ياأبنائي الطرق في هذا العالم ولكن أعظمها الطريق الذي يوصل إلى مكة والمدينة إذ فيهما سر بهاء الأرواح وطهارة النفوس".
تحدثنا معا عن مسيرة التنمية في المملكة العربية السعودية، وروعة التلاحم بين القيادة والشعب، وحجم المسافة بين الخيمة و(ذا لاين) ، والكتاتيب والحاسوب، وبين الجَمَل و(الهايبرلوب).
تصفحت مع أبنائي ومضات من تاريخ توحيد شتات هذا الكيان على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ، وصورًا من جهود ملوك السعودية غفر الله لهم، وملامح السعودية الحديثة في عصر ملك الحزم سلمان بن عبد العزيز ومهندس الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وماتحققه من منجزات إقليميا ودوليا.
استعرضت مع أبنائي نماذج من عطاء ومواقف قيادة هذه البلاد وشواهد من كفاح وعطاء الأجداد وهمم أبناء وبنات الوطن في رحلة النهضة والتنمية .
قلت لهم : "إن معجزة الصحراء قفزت بالسعودية من مصاف الدول النامية إلى مصاف الدول العظمى، وهي على امتداد رحلة نهضتها مستمرة في إبهار العالم وإثارة دهشته"
وشاركني الأبناء الحديث بكل فخر عن مقومات وطننا وأبرز منجزات السعودية الإقليمية والدولية على مختلف الصعد : المدنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية .
(وطنٌ توشّحَ بالضياء كأنما
للشمس حول متونه قمصانُ
هي بصمة التوحيد عمّق ختمها
في الأرض من عبدالعزيز بنانُ
وطني وما كل الأماكن كعبةٌ
تُؤتَى ولاكل الصياح أذانُ
بك آية البلد الأمين تجسدت
من قبل أن تتجسد البلدان)
إن مناسبة الاحتفاء باليوم الوطني ذكرى عزيزة تخلّد التاريخ المجيد والحضارة الزاهرة، وتشحذ نفوسنا على العطاء والإبداع من أجل مستقبل بلادنا وأجيالنا ، وهي فرصة لرفع أسمى التهاني والامتنان لقيادتنا الرشيدة ، وتهنئة شعبنا الوفي بهذه المناسبة الغالية ، ودامت بلادنا في عز ورخاء