خلال زيارة أحد المشرفين التربويين لإحدى المدارس، ذكر لقائدها بأنه نفذ دورة تدريبية لعدد من المعلمين وفي أول يوم من الدورة بدأ بعد التعرف على المتدربين كما يأتي:
تركهم يتحدثون مع بعض لمدة ساعة تقريباً حتى تضجر البعض منهم وشعر بالملل وهو كان أيضاً منشغل بجواله، بعدها ألقى اليهم نظرة وقد تعالت أصواتهم أثناء الحديث فيما بينهم.
ثم طلب من كل معلم كتابة أربعة أسطر على أن تتم كتابتها بخط جميل في أي موضوع يختاره مع مراعاة جودة الأسلوب. انهمك الجميع في الكتابة وكل واحدٍ كان حريصاً بأن يتميز على الآخرين..
وبعدها اطلع على أوراقهم بشكل عابر، مرر القلم مع التوقيع ولم يعر أوراقهم أي اهتمام يذكر، ولم يفرق بين مبدع أو أقل أبداعاً..
أستمر بعدها يُقطع وقت التدريب بين متابعة جواله وبين الحديث مع أحد المارة وبين نظرة على المتدربين، وقبل نهاية موعد اليوم الأول.
اختلفت أراء المتدربين بين متضجر من إهمال هذا المدرب المستهتر وتضييعه لوقتهم وعدم حرصه على إفادتهم وبين من وجدها فرصة ولم يبالي لعدم شعورة بأهمية وقته وعمله المهدر..
وقبل موعد نهاية اليوم الأول سأل المدرب أحد المتدربين هل تشعر بالرضا وقد أضعت وقتنا بلا جدوى؟ وأخر قال له: كان بقائنا في مدارسنا أولى، والثالث قال: (لقد وصلت رسالتك).
بعدها استأذن الجميع لتوضيح الصورة لمن لم تصله الرسالة بعد، وقال: أسألكم بالله لو كان أولادكم لدى معلمين بهذا الشكل المحبط والمؤلم ماذا تقولون!!
فالأسرة من قبل أذان الفجر تستنفر قواها وتقوم بتهيئة أولادهم وتبعثهم إلى مدارسهم وهم على يقين بأن وجودهم في المدارس ضرورة ملحة لتعليمهم وتربيتهم والعناية بهم.
ثم يأتي بعض من المعلمين والمعلمات، ويتعامل معهم بنفس واقع التدريب المحبط فتمر الحصة واليوم الدراسي والأسبوع والشهر والفصل الدراسي كما بدأت دون أثر يستحق الذكر..
بالاستقطاع من أوقاتهم والانشغال عن الحصة بالجوال أو التحدث مع الغير، وتمر الواجبات لا فرق بين المبدع وبين غير المهتم، ويبقى التفكير عند البعض بانتهاء اليوم الدراسي دون أدنى شعور بما تم تحقيقه أو اضافته للطلاب.
ترويقة:
حينها تغيرت ملامح المتدربين والكثير منهم طأطأ رأسه والبعض قال: والله لو لم يكن من هذه الدورة إلا هذا الدرس المؤلم لكان كافياً وكفيلاً بإعادة النظر في جميع تصرفاتنا وتعاملاتنا في ميدان التعليم.
ومضة:
هل وصلت الرسالة لكم أيها المعلمين والمعلمات؟!؟!