تظل لغتنا العربية فصحى وعامية متفوقة بمراحل على غيرها من لغات العصر، وتأتي الأمثال الفصيحة والعامية منها بما يعد إعجازًا وهو في صورته إيجاز.
يقول المثل الفصيح (دون ذلك خرط القتاد) والقتاد شجر بري شوكي يصعب خرطه باليدين لصعوبة ذلك.
وتأتي اللغة بمثل تلك البلاغة أيضًا، فيقال على لسان أسير (إذا شاب الغراب أتيت أهلي.. وصار القار كاللبن الحليب) في حالة يأسه من نجاته من الأسر. كناية عن صعوبة تحول لون الغراب الأسود إلى اللون الأبيض والقار شديد السواد وتحوله للون الحليب الأبيض.
ومثل بلاغة ذلك قول العامة (إذا حجت البقر على قرونها)، تأكيد على استحالة التحقق فهل تتمكن البقر بلوغ الحج بقرونها لا رجولها؟! وهكذا لراغب في شيء ودون ذلك محاذير ومحظورات جمة.