كنت مساء البارحة في ملعب المملكة، تقدم لي أحد المنظمين لبطولة الرعد في نسختها السادسة بسؤال في قمة التواضع وقمة الاحتراف، يقول فيه أخي متعب ومع نهاية الدور التمهيدي ما هي سلبيات الدورة لكي نعمل على تحسينها، سبقني بالإجابة المخضرم عيسى الكثيري، عندما قال بالحرف الواحد: “كل عمل وخاصة كرة القدم لا بد من السلبيات والأخطاء إلا إننا نشاهد في تنظيم هذه الدورة شيئًا مختلفًا يجبرك على الوقوف احترامًا لهذا العمل الجبار”.
وأما عن نفسي، وقفت متأملًا في أرجاء الملعب للبحث عن سلبيات فلم تقع عيني إلا على كل شيء جميل، عمل منظم، عمل مختلف، عمل يقوم به رجال يبحثون عن السلبيات في أرجاء الملعب وبين الحضور لمعالجة الأخطاء، فأي احتراف هذا، وأي ثقة هذه. لا أبالغ عندما أقول لن تجدها إلا في ملعب المملكة، ولن تصدر إلا عندما تبني السنين والتجارب الثقة بالنفس، البعض تهدى له عيوبًا فيظل مكابرًا ويقول نظرتك سلبية، والبعض الآخر يبحث عن السلبيات ولا يسمح لك بذكر إيجابية واحدة، فشكرًا من الأعماق رجال رعد بني بحير، شكرًا للجنة المنظمة، شكرًا لحفاوة الاستقبال، شكرًا للعمل الجبار الذي تقوم به.
فقلمي يعجز عن قول أي شيء غير عبارات الشكر، وعبارات الشكر قليلة في حقكم، فأنتم أيها اللجنة المنظمة لبطولة الرعد السادسة تستحقون الشكر والثناء، فأنتم من يحمل على عاتقكم حمل كبير وتحديات أكبر هدفها رفعة كرة القدم في العرضيات.
ولكي أرد على هذا العضو احتجت للكثير من الوقت فلم أجد أبلغ من بيت الشاعر نزار قباني:
فإذا وقفت أمام حسنك صامتًا
فالصمت في حَرَم الجمال جمال.