هناك مقولة جميلة تقول: "ازرع جميلاً ولو في غير موضعه، فلا يضيع جميل أينما زرع، إن الجميل وإن طال الزمان به، فليس يحصد إلا الذي زرع، واصنع المعروف في أهله وفي غير أهله، فإن صادف أهله؛ فهو أهله، وإن لم يصادف أهله فأنت أهله، وصاحب المعروف لا يقع، وإن وقع وجد متأكًا.
يوجد أناس باخلاقهم وحسن تعاملهم يزرعون في نفسك وداخل قلبك الحب والمودة لهم، فتسقيهم من نبع حبك ويأخذون حيزًا من اهتمامك، هؤلاء هم من تتفظ بهم في حنايا الروح والفؤاد، فإن غابوا عنك أبحث عنهم في كل اتجاه وإن حضروا أسعدوا قلبك بحضورهم.
فإذا وجدت من أحدهم ودًا وحبًا فلتتمسك به، فالمحبة والمودة نعمة من الله، والتواصل مع من تحب أنسٌ ومسرة، وللعين قرة وراحة، فسلام على من دام في القلب ذكره وإن غاب عن العين قلنا يارب احفظه وارعاه.
كن صديقًا للجميع، وألقِ التحية وأبتسم ولا تدع في قلبك حقدًا على أحدٍ متذكرًا أن الأخلاق هي الروح التي لا تموت بعد الرحيل، ودع ابتسامتك هي أول ملامحك للناس، فهي لك صحة وفي الدين صدقة وفي القلب جمال.
لا تبحث عن السعادة، فهي بين يديك، فعندما تكون علاقتك مع الآخرين طيبة وتشعر بحب الناس بك فأنت من السعداء، وجوهر السعادة تكون في العطاء، فأعطِ محرومًا وانصر مظلومًا وأنقذ مكروبًا وأطعم جائعًا وعُد مريضًا وأعن منكوبًا..
تعلم فن العطاء حتى في ظروفك الخانقة. تعلم كيف تهدي النور لمن حولك وإن كانت خفاياك حالكة. تعلم أن تهب لأحبابك ابتسامة، وابذل الخير بحسب استطاعتك، فثواب العطاء سيمسح متاعبك ويخبئ لك فرجاً من حيث لا تحتسب، قال الله تعالى: (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
ترويقة:
تأكد أنك لن تستطيع تغيير شكلك لتصبح أجمل في عيون الناس، ولكنك تستطيع التحكم بأخلاقك وتجميل أدبك لتكون أجمل ما رأت عيون الناس، فعندها ستغمرك السعادة من بين يديك ومن خلفك، وتذكر أنه من نعم الله عليك أن جعل حاجة الناس إليك.
ومضة:
ازرع داخل الجميع شيئًا جميلًا يخصك ويعبر عن أخلاقك ومبادئك، فإن لم يكن حبًا فليكن احترامًا ومودةً وتقديرًا.