أعربت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (OIC) عن قلقها البالغ إزاء استمرار معاناة مسلمي الروهينجا الذين يعيشون في ولاية راخين، بسبب التمييز والعنف والقيود المفروضة على حركتهم وسبل عيشهم، مما يؤدي إلى استمرار نزوحهم إلى بنغلاديش المجاورة ودول أخرى.
جاء ذلك في بيان مشترك من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (OIC) خلال الإحاطة غير الرسمية التي قدمتها المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار نولين هيزر، الذي ألقاه بالنيابة عن الدول أعضاء المنظمة القائم بالأعمال في وفد المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة المستشار محمد بن عبدالعزيز العتيق.
وأفاد العتيق أن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (OIC) تتابع عن كثب التطورات في ميانمار، معرباً عن قلقها إزاء الوضع الحالي المتقلب في ميانمار الذي قد أعاق عملية العودة الآمنة والمستدامة لمسلمي الروهينجا.
وقال:” نشعر بالقلق من أن وكالات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى لا تزال تواجه عقبات فيما يتعلق بالوصول إلى ميانمار، ومن أن المبعوث الخاص لم يُسمح له بزيارة ميانمار، حاثاً ميانمار على تسريع التنفيذ الكامل لجميع توصيات اللجنة الاستشارية لولاية راخين لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمة الروهينجا وخلق بيئة مواتية في راخين لتمكين عودتهم الآمنة والمستدامة والكريمة إلى أماكنهم الأصلية، من خلال ضمان السلامة والأمن، والوصول إلى الخدمات الأساسية وحرية التنقل وفتح المسار أمامهم للتمتع بحقوق المواطنة.
وطالب العتيق، السلطات في ميانمار بالالتزام بتعهداتها الدولية تجاه أقلية الروهينجا المسلمة واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيق العدالة للضحايا، مفيداً أن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تقدم دعمها الكامل للإجراءات التي بدأتها غامبيا نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي في محكمة العدل الدولية، وتدعو ميانمار إلى التقيد بالتزاماتها الدولية الناشئة عن التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية في يناير 2020.
وجدد التزام منظمة التعاون الإسلامي بمواصلة جهودها للتخفيف من معاناة مسلمي الروهينجا، داعياً المبعوثة الخاصة لمواصلة مشاركتها مع مجموعة الاتصال التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في نيويورك والمبعوث الخاص للأمين لمنظمة التعاون الإسلامي إلى ميانمار السفير إبراهيم خيرات واللجنة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي (IPHRC)، وذلك لاستكمال جهود بعضهما البعض نحو مستقبل آمن ومستدام وكريم لمسلمي الروهينجا كأفراد متساوين داخل مجتمع ميانمار.
وأعرب العتيق عن تقدير المنظمة لجهود المنظمات الإقليمية، ولا سيما رابطة أمم جنوب شرق آسيا (الآسيان)، في تيسير التوصل إلى حل سلمي للأزمة الحالية في ميانمار، بما في ذلك الحث على التنفيذ الكامل لاتفاق الخمس نقاط، مرحباً بالتنسيق الوثيق بين المبعوث الخاص لرئيس الآسيان بشأن ميانمار والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، حيث من المأمول أن يساعد هذا التآزر في تخفيف معاناة أقليات الروهينجا المسلمة.
وأضاف: إننا ندرك أيضاً الدور المهم لرابطة أمم جنوب شرق آسيا في تسهيل خلق بيئة في ميانمار تفضي إلى العودة الطوعية والآمنة والكريمة والمستدامة لمسلمي الروهينجا إلى ميانمار، ونذكر في هذا الصدد المجتمع الدولي بمسؤوليته الجماعية في اتخاذ تدابير فعالة لمعالجة الوضع في ميانمار والتخفيف من محنة مسلمي الروهينجا.
وأشاد بجهود حكومة بنغلاديش التي قدمت بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المساعدة المستدامة والمأوى المؤقت للروهينجا المضطهدين، معرباً عن تقدير المنظمة بشدة للمساهمات السخية التي قدمها المجتمع الدولي.
ودعا المستشار العتيق، إلى استمرار الدعم لبرنامج المساعدة الإنسانية للروهينجا الذين يعيشون في بنغلاديش، مؤكداً التزام المنظمة بدعم ولاية المبعوثة الخاصة للأمين العام، والتعاون الكامل في هذا الصدد.